راية الجنوب تعلو.. وإرادة الرجال تنتصر

 

كتب / رائد عفيف

اليوم لم يعد الجنوب يبحث عن بداية، بل أصبح هو البداية ذاتها…
نهضت القضية الجنوبية من تحت الركام، لتفرض حضورها على العالم، وتعيد رسم ملامح التاريخ بيد أبنائها.

في كل منعطف كان الطريق موصدا، وفي كل محطة كان الأمل يحاصر، لكن رجال الجنوب حملوا على أكتافهم عبء المستحيل، وحولوا اليأس إلى وقود للتحدي، والإرهاق إلى عزيمة لا تنكسر.

لقد واجهوا أبوابا مغلقة، وصدورا ضيقة، وعيونا لا ترى إلا إنكارا، ومع ذلك ظلوا يطرقون باب الوطن بثقة لا تعرف التراجع. كانوا يدركون أن القضية ليست شعارا عابرا، بل هوية وحق لا يقبل المساومة.

اليوم نشهد لحظة فارقة؛ لحظة ولادة جديدة لوطن حاولت الحروب أن تمحوه، وحاولت الأقلام أن تسقطه، لكنه عاد من بين الرماد، أقوى وأبهى، يحمل راية الجنوب عالية فوق جبال الضالع، ويمتد صداها إلى عدن وكل أرض الجنوب.

وها هو القائد البطل عيدروس الزبيدي والرجال الأبطال مازالوا مستمرين في كل الميادين العسكرية والسياسية، يرسخون حضور الجنوب ويثبتون أن القضية ليست مجرد حلم، بل مشروع وطن كامل يستحق التضحية.

وما يبني الوطن إلا أيادي أبنائه، ولا يحافظ عليه مثل أهله، فهم السند الحقيقي والدرع الذي يحميه من كل محاولات الطمس والانكسار.

إنها ليست مجرد بداية، بل معجزة صنعها الإيمان، وصاغتها إرادة رجال آمنوا أن الوطن لا يموت، وأن الشعب لا يهزم.
وها هو الجنوب اليوم يكتب فصلا جديدا من تاريخه، فصلا عنوانه: الصمود، النهضة، الحرية.