مروان دماج يطالب بنقل العاصمة إلى مارب… ومراقبون: استهداف مباشر للجنوب

النقابي الجنوبي / خاص
أثار مستشار مجلس القيادة الرئاسي ووزير الثقافة الأسبق مروان دماج جدلاً واسعاً بعد دعوته المفاجئة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إلى نقل العاصمة المؤقتة من عدن إلى مارب وتشكيل حكومة هناك بحجة الحفاظ على المركز القانوني للدولة. هذه الدعوة، التي جاءت في لحظة سياسية دقيقة، اعتبرها مراقبون خروجاً عن سياق التهدئة ومحاولة لإعادة إنتاج معادلة سياسية تجاوزها الواقع على الأرض.
ولاقت تصريحات دماج ردود فعل غاضبة في الأوساط الجنوبية، حيث اعتبرها الكثيرون تصعيداً موجهاً ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة برئاسة الدكتور سالم بن بريك، إضافة إلى كونها استهدافاً واضحاً للإرادة الشعبية الجنوبية التي اختارت عدن مركزاً سياسياً وإدارياً للدولة خلال المرحلة الراهنة. ويرى ناشطون أن طرح نقل العاصمة إلى مارب يتجاهل الظروف والحقائق التي فرضتها سنوات الحرب، ويعكس رغبة قديمة لدى قوى النفوذ المرتبطة بالإخوان المسلمين.
وتبرز خلفية دماج السياسية في سياق هذا الموقف، إذ يشغل عضوية اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، لكنه محسوب على الجناح الموالي للجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، وهو جناح ظل يسعى لسنوات لإعادة تموضعه داخل مؤسسات الدولة وإحياء مراكزه التقليدية. ويذهب محللون إلى أن موقف دماج الأخير ليس منفصلاً عن هذا التاريخ، وأنه يمثل محاولة لإعادة تحريك مشاريع سياسية فقدت حضورها وتأثيرها.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات قد تفتح باباً جديداً للتوتر داخل مجلس القيادة الرئاسي في وقت يحتاج إلى المزيد من الانسجام وتركيز الجهود على الملفات الاقتصادية والأمنية. في المقابل، يجدد سياسيون جنوبيون التأكيد على أن عدن ستظل العاصمة السياسية والإدارية حتى الوصول إلى حل نهائي وشامل، وأن أي محاولة لتجاوز هذا الواقع تُعد استهدافاً مباشراً لاستقرار الجنوب ومؤسساته.