اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

الحقيقة في حضرموت واضحة.. فلا تختلقوا أعداءً وهميين

 

كتب / رائد عفيف

حضرموت ليست غنيمة تُوزَّع في مزاد، ولا ورقة تفاوض تُلوَّح بها في صراعات فارغة. إنها أرضٌ لأهلها، وتاريخٌ يشهد عليه أبناؤها في الصحراء والساحل، شمالًا وجنوبًا، بلا استثناء.  

وما يثير السخرية حقًا هو أن يخرج رجل يصف نفسه بالقائد، ثم يردد كلامًا لا يجرؤ على قوله إلا حساب مجهول في زاوية مظلمة. أن يقول: “لن نعطي حضرموت ليافع أو الضالع”، وكأن حضرموت سوق خضار تُوزَّع فيه البضاعة على القبائل! أي قائد هذا الذي يحوّل حضرموت إلى نكتة سياسية، ويختزل تاريخها العريق في شعارات هزيلة لا تصمد أمام أبسط حقائق الواقع؟  

الواقع أوضح من كل مزايدة:  

– لا يافعي نافذ في نفط حضرموت.  

– لا ضالعي مدير أو وكيل شركة.  

– لا ردفاني صاحب قرار أو توقيع.  

– لا حارس أمن ولا موظف نفوذ من أبناء المثلث في ثروات حضرموت.  

هذا ليس رأيًا، بل حقيقة يعرفها أبناء حضرموت كل يوم.  

لكن بعض الخطابات تتهرّب من مواجهة الحقيقة، لأنها لو فعلت لاضطرت أن تُسمّي النافذين الحقيقيين الذين نهبوا ثروات البلاد من عمران وصنعاء وذمار وحاشد. هؤلاء هم من يجب أن تُوجَّه لهم الرسائل، لا أبناء الجنوب الذين لم يضعوا قدمًا واحدة في حقول حضرموت.  

كنا نتمنى أن نسمع خطابًا شجاعًا يقول: لن نعطي حضرموت للنافذين الحقيقيين. عندها فقط نعرف أن الهدف هو مصلحة حضرموت وأبنائها. أما اختلاق عدو غير موجود، فهو ليس سوى مسرحية هزلية، وإهانة للوعي، وتشويه للتاريخ، واصطفاف مع الباطل دون أن نشعر.  

حضرموت لأهلها، لأبنائها الذين يشهدون على الحقيقة كل يوم، لا للمتوهمين ولا للمزوّرين.

زر الذهاب إلى الأعلى