الجنوب قادم بإرادة شعبه لا بقرارات الغرف المغلقة

كتب/ د. مساعد الحريري
نسمع في هذه الأيام عن ما يسمى بـ “خارطة طريق” يتم الترويج لها من مسقط – عُمان، دون أي تشاور أو تنسيق مع القيادة الجنوبية الشرعية والممثلة بشعب الجنوب، المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورمز الإرادة الجنوبية الحرة.
إن تجاهل إرادة شعب الجنوب ومحاولة تجاوز ممثله الشرعي لن يكتب له النجاح، فالشعب الجنوبي قال كلمته بوضوح: نحن مع السلام العادل، ولكننا مع خيارنا التاريخي في استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة، بحدود ما قبل 22 مايو 1990م.
لن نقبل أن تُفرض علينا أي تسوية أو حلول ترقيعية تحاول إحياء ما يسمى بـ “اليمن الموحدة” التي انهارت فعلياً بانقلاب المليشيا الحوثية على الدولة، وبانهيار الشراكة التي لم تكن عادلة يوماً. الجنوب لم يعد يقبل أن يكون تابعاً في معادلات الآخرين، ولن يكون جزءاً من أي كيان خاضع للمليشيات أو القوى المصنفة إرهابياً.
لقد قدّم شعب الجنوب التضحيات الجسام منذ أكثر من عقد، و واجه الإرهاب بكل أشكاله، ووقف في الصفوف الأمامية دفاعاً عن الأمن والاستقرار الإقليمي، ودفع من دمه وأرواحه ثمناً لحريته وكرامته. واليوم، ونحن نسمع عن محاولات خفية لتجاوز تطلعاتنا، نقولها بصوتٍ واضح: أي تجاوز لإرادة الجنوب هو تجاوز للسلام ذاته، وسنحمّل من يسعى إليه كامل المسؤولية التاريخية والسياسية.
موعدنا مع صوت الجنوب الحر في يوم الحسم، الثلاثين من نوفمبر، يوم الحرية والكرامة، يوم تجديد العهد للشهداء، بأن الجنوب قادم رغم كل المعاناة، رغم التجويع المتعمّد، ورغم محاولات خنق الخدمات وإضعاف صمود الناس.
سيبقى صوتنا عالياً مدوّياً:
نعم للسلام.. لا للانتقاص من حقنا.. الجنوب قادم بإرادة شعبه، لا بقرارات الغرف المغلقة.