حديث رمضان .. رائد العفيف يكتب عن قصة نزول الوحي على النبي محمد (4)

كتب/ رائد العفيف
في سن الأربعين من عمره، اعتاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخلوة في غار حراء للتأمل. كان يبتعد عن صخب الحياة وضوضاء مكة المكرمة ليجد في ذلك الهدوء والسكينة ما يُتيح له فرصة التفكر في عظمة الله تعالى وخلق الكون.
وفي إحدى الليالي، بينما هو في غار حراء، نزل عليه الوحي من الله تعالى بواسطة جبريل عليه السلام. يروي لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما حدث في تلك الليلة: “جاءني الملك فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم”.
كانت هذه الآيات الخمس الأولى من سورة العلق هي بداية نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فكانت بمثابة شعلة نور أضاءت الظلام وفتحت طريقًا جديدًا للإنسانية.
بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعوته سرًا خوفًا من قريش. فقد كان يعلم أنهم لن يؤمنوا برسالة الإسلام، وأنهم سيحاولون قتله. دعا أولاً أهله وبعض أصدقائه، ومنهم خديجة بنت خويلد، علي بن أبي طالب، أبو بكر الصديق، عثمان بن عفان، زيد بن حارثة.
واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم صعوبات كبيرة في دعوته في مكة المكرمة. فقد تعرض هو وأصحابه للأذى والاضطهاد من قبل قريش. حاولوا قتله صلى الله عليه وسلم، وفرضوا عليه حصارًا اقتصاديًا.
ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يستسلم، بل واصل دعوته بصبر وثبات. لقد كان يعلم أن الله تعالى معه وأن رسالته ستنتصر في النهاية.
الدروس المستفادة من نزول الوحي:
أهمية التأمل والتفكر في خلق الله تعالى.
فضل العلم والقراءة.
ضرورة الصبر والثبات في دعوة الله تعالى.
نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو حدث عظيم في تاريخ الإسلام. فقد كان بداية لرسالة الإسلام التي انتشرت في جميع أنحاء العالم. لقد أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، وهدتهم إلى طريق الحق والصواب.