أعالمٌ أنت..؟ أم إعلاميٌ متعالم؟

النقابي الجنوبي / خاص.
ياسر الصيوعي
هذا هو حال الكثير من إعلاميّ مواقع التواصل وبعض القنوات والمواقع ينصب نفسه محدثاً حاذقاً بعلم الحديث وهو ممن لا يعرف كوعه من بوعه. ومنهم من يتصدر الفتياء بكل جراءة وإن رجعت إلى أساس تكوينه لوجدته رويبضة تخرج من منصة الفيسبوك أو تويتر وأخواتها.. فيتطاول على الصحابي الجليل رابع الخلفاء المبشرين بالجنه عليهم رضوان الله. أو ينتقد حديثاً صحيحاً لمن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى .. أو يعيد تطهير رجساً مشركاً قد ذم فعائله الله في كتابه فيطلب من العالمين تمجيده … وربنا عز وجل قد أمرنا بذمه وبغضه وتكذيبه . ياهذا اتق الله وأحسن فنك . ولا تكن خنفشاراً تقف على كل شاردةٍ وواردةٍ . تثلب في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل سفهٍ وطيش . متناسياً قول الملك الجبار ( لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة ) وجاهلاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه أو كما قال صلّى الله عليه وسلم. متساهلاً في الإثم الكبير والذنب العظيم من القول على الله بدون علم وأنك تنصب نفسك موقعاً عن الله عز وجل وأن الفتياء بدون علم أعظم ذنباً ولك أن تقرأ قوله تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) فأنظر إلى مرتبة القول على الله بغير علم فوق الشرك بالله. مالك وجهلك وسفهك ؟ من دفعك وماذا تريد من الثلب بالدين ؟ أو التقليل من شأن عباد الله الصالحين وصحابة نبيه المهتدين ..؟ تصغر ذاتك كلما تخوض في بحرٍ لا تجيد خوضه أو تصارع في ميدان الكبار . ثق أن الدين محفوظاً بحفظ الله إلى قيام الساعة وإنما هي المعاول الشيطانية وستنكسر كما تكسرت سابقيها عبر الأزمنة والقرون . فلا تكن معولاً للباطل وأحسن فنك الإعلامي وكفى . من إجلال العلماء معرفة مكانتهم وعدم التطاول في ميدانهم وأنت غير أهلا له ورحم الله إمرءً عرف قدر نفسه. اجعل بحر الإعلام الهادف محبرةً وقلمك مجدافاً لقارب فكرك وأدبك ..وكفاك أن تحسن فنك ولا تتجاوز إلى ميادين الكبار. ترفع من فاسق وتحط من قدرٍ تقيٍ صادق . وحتى لا تسقط حيث سقط سُفهاء القوم ولا تفلح في هذا ولا ذاك لا تتشعب وأنت لا تملك رسوخاً ولا قدماً ثابته في ميدان العلم . تأكد أن الإعلام منصة رائجة وهادفة إن اُحسن توظيفها واستخدامها فكن أحد روادها بما يفيد . يقرب لا يباعد يجمع لا يفرق يخدم الوطن لا المستوطن . وفي الختام .. كم نتمنى من وزارة الإعلام تقنين وتهذيب أو تقليم أقلامها وألا تطلق اللجام بحيث تسن قانوناً صارماً ومهذبا وستجد وألف تحيةً لأرباب الأقلام ذات الفكر الناضج والداعمين لكلما من شأنه إرساء أسس الأمن والسلام
مستشار وزارة الإعلام والثقافة والسياحة