(17) يناير – الإعلام الجنوبي وإعلان انفصاله.

صالح الضالعي.
الثلاثاء القادم الموافق(17) يناير 2023م تشهد الساحة الجنوبية حدث تاريخي ومفصلي في حياة الإعلام الجنوبي بوسائله المختلفة والمتعددة والمتمثل في انعقاد المؤتمر التأسيسي للكيان النقابي الصحفي والإعلامي الجنوبي – حدث ذابح لعنق اعلام المحتلين ومقصلة لجسده الهش.
السابع عشر من يناير عامنا هذا في يومنا هذا يتدثر العرس الإعلامي الجنوبي ثوبه الحرية والعزة والكرامة، بعد سنوات من الظلم والاضطهاد والعبودية الممنهجة من قبل محتل مختل العقل بمسماه اليمني.
تعمد اعلام اليمن طمس هوية وطننا الجنوبي ودفن تاريخ إعلامه المتوهج في سماء المنطقة والذي سابقها وتفوق عليها رغم الإمكانات المتواضعة، لذا استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة حد وصوله منافسة دول لها تاريخ تليد في هذا الجانب.
كان الاحتلال العسقبلي اليمني يظن ان بأمكانه وأد سلاح الجنوب الهادر (الاعلام) لمجرد تأسيس نقابة إعلامية تحمل مسمى نقابة الصحفيين اليمنيين وذلك في عام 1998م – وفي مسعى قيل عنه بأنه بالمتوحش والمستقوي بالنصر المزعوم على من أراد لهم خيراً فكان الجزاء منهم النكران والجحود والسحل للكوادر الجنوبية حد منها الإعلامية في شوارع وزقاق البيت المقدس بصنعاء – ونضرب مثلاً لذلك بأن (القليس) المعبد الذي بناه الحبشي (أبرهة الاشرم) بديلاً عن الكعبة المشرفة لاستقبال حجيجه من أبناء اليمن ككل.. وإلى العمالة والارتهان كان أبى (رغال) اليمني اول قواد في التاريخ لجيش الأحباش حينما اتخذ قرار هدم الكعبة المشرفة.
شعب وصف من قبل المؤرخين بأنه لا يحترم العهود والمواثيق والطاعن دوماً للخاصرة – مثلما فعله معنا كان أيضاً يفعل مع غيرنا وهكذا تحدثت الأمم وكتب التاريخ حتى جفت الاقلام ورفعت الصحف من غدره وسوء أخلاقه.
حينما أعلنت نقابتهم الصحفية كبديل عن نقابة الصحفيين الجنوبيين والمعترف بها من قبل نقابة الصحفيين العرب والدوليين كان اللف والدوران والإعلان عن ميلاد خدج لم يكتمل شهور وايام عمره في بطن امه.
رسم النظام اليمني أهدافاً لنقابته الصحفية تتمثل في محاربة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين من الانتساب اليها لكي يتم هدم الابداع والتميز الذي تمتع به الإعلامي الجنوبي في أيام تليدة.. لقد كانت النقابة سرطاناً علق في جسد مريض نفسياً أيضاً، وبهكذا لم ينفع معه الدواء إلا حينما ثئرالجنوبيين لأنفسهم على اعتى نظام احتلالي شهدته المعمورة في التاريخ المعاصر.
لم ننسى يوماً موقف النقابة الصحفية اليمنية من مواقف كثيرة إتجاهنا – موقف نتذكره ومازال يرن في ذاكرتنا والمتعلق رفضها قبول طلب تقدم به الفقيد /الخضر الحسني عليه رحمة الله تغشاه ومن أمثاله الكثير وتحت حجة بأن النظام الأساسي لايسمح انتساب العسكريين إليها – مفارقات عجيبة وغريبة بأن المخابراتي اليمني والقائد العسكري يتم صرف البطاقة الصحفية اليمنية الصفراء لهما دون عناء، بينما تحجب على أبناء الجنوب المنتسبين للمهنة الصحافية بجدارة واستحقاق.
السابع عشر من يناير سترفع الراية الجنوبية وسيعزف النشيد الوطني الجنوبي صداحاً في قاعة مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وحينها سيتم اعلان الانفصال والعودة إلى الماضي التليد.. عاش الجنوب دوماً والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة لكل جنوبي دون استثناء إلا من خان لا كان.