أهلا بالذكرى (17)ليوم التصالح والتسامح الجنوبي المبارك العظيم والخالد

كتب/العميد/صالح عباس ناجي الحميدي
اولاً الحمد لله وحده لا شريك له الذي هدانا وارشدنا وألّف بين قلوبنا والهمنا بالوفاق والمحبة والتآخي والرحمة واعادة اللحمة والوحدة الجنوبيو الصادقة فيما بيننا على اسس دينية ووطنية في ديننا ودنيانا لما يرضي الله ورسوله مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى بدون اقصاء أو تهميش أو تخوين لأحد منا وكلنا شركاء في هذا الوطن خيره وشره ويتسع للجميع والنظام والقانون والدستور والشريعه السماويه السمحاء هي الفصل فيما بيننا سواسية وبلادنا بحمد الله مليئة بالخيرات وتكفي حاجتنا المعيشية واكثر إذا حكّمْنا العقل والمنطق السليم والمؤمن لا يلدغ من جرحه مرتين.
ثانيا اتقدم بالشكر والتقدير والعرفان الجميل للاخوة طلائع الرجال والنساء الجنوبيين المناضلين الاوائل الذين فكروا وخططوا ونسقوا ونفذوا متابعة وإنجاح مشروع إنهاء الخلافات والصراعات الجنوبية العنيفه التي حدثت بينهم سابقا وأدت إلى تمزيقهم وتشتيتهم وزع الحقد والكراهية والبغضاء بينهم وضياع حقوقهم واضعافهم أمام الصديق والعدو دفع الجميع ثمنها غالياً منتصر ومهزوم على السواء ولكن بعون الله تعالى ورجاله المخلصين الواعين الاوفياء من ابناء الجنوب كله تم الاتفاق على تجاوز هذه الصراعات الدامية فيما بينهم سابقا واعادة اللحمة والوحدة الوطنية الجنوبية المباركة العظيمة وجرى عقد اللقاءات الفردية والجماعية فيما بينهم بعد مخاض طويل وعسير تم التوافق والاعداد الكامل والجيد بحضور وتوقيع النخبة القيادية الذين حضروا من جميع المحافظات الجنوبيه والاتفاق على بيان ونصوص هذه الاتفاقية وما يتبعها من امور أخرى مختصه بذلك في محضر ووثيقة رسمية سميت بوثيقة( التصالح والتسامح الجنوبي)- الجنوبي وتم نشرها كاملا في كتيب مصغر إلى عموم المحافظات الجنوبيه في يوم 13/01/2006 في مقر جمعية ردفان الخيرية في عدن والتي كان لها شرف في جمع القيادات الجنوبية الفاعله وحثهم على انجاح هذا الاتفاق التاريخي الجنوبي الهام واستقبالهم في مقر الجمعيه وتقديم الخدمات المطلوبة للحاضرين بكل امانه واخلاص من البداية حتى النهاية وجزاهم الله خير الجزاء وبنجاح هذه الاتفاقية الجنوبية التاريخية الهامة في هذا اليوم الدامي المعروف ب (13 /يناير /1986) المشؤوم سابقا وكل الخلافات الجنوبية السابقه استطاع ابناء الجنوب الحاضرين بذكائهم الخلّاق تحويله من يوم نكبة حزينة إلى يوم عيد وافراح وقرروا إعتبار هذا اليوم مناسبة وعيد وطني رسمي يحتفل به كل شعب الجنوب حالياً ومستقبلا بإذن الله تعالى .
ثالثا نتقدم بالشكر إلى شعبنا الجنوبي الأبي في كل مكان الذي ساند وأيد ووافق على وثيقة التصالح والتسامح الجنوبي- الجنوبي بكل حذافيرها وخرجوا بمسيرات مليونية في العاصمة عدن وجميع المحافظات الجنوبية تأييدا لهذه الوثيقه التاريخية الهامة التي نالت رضاءواعجاب الشعب عامة والدول العربية رغم محاربة ومحاصرة مقر انعقاد الاجتماع من قبل قوات الامن المركزي الشمالي المحتل لعدن آنذاك ومحاولة افشال قرارات ونتائج الاجتماع الا انهم فشلوا بفضل الله تعالى وصمود واصرار الجنوبيين على نجاحها ولولا قيام التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي كان لا يمكن نجاح الحراك السلمي الجنوبي في (7/7/2007) والثورة الجنوبية المستمرة حتى اليوم .
لهذا اطلب من كل جنوبي حر وجنوبية حرة محبة لوطنها وبناء دولتها الجنوبية الحرة المستقلة كما كانت قبل الوحدة المشؤومة الحفاظ على هذه الوثيقة التاريخية الهامة بحدقات اعينهم/ن والعمل بها اولا بأول كما اتفقنا عليه واقسمنا يمين بالله على ذلك خدمة لانفسنا وللاجيال القادمة والله الموفق لما فيه الخير والصواب للجميع .
الكاتب العميد/صالح عباس ناجي الحميدي،مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الضالع لشؤون التوثيق والبحوث والدراسات .
09/يناير/2023