اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

7 يوليو: حينما دُفنت الشراكة تحت الدبابات ودماء الشهداء

 

كتب/ رائد العفيف

 

 

في السابع من يوليو 1994م، لم يخسر الجنوب معركة عسكرية فحسب، بل خسر معها مشروع شراكة كان يؤمن به، ووطنًا كان يحلم ببنائه مع الآخر.

ذلك اليوم لم يكن نهاية حرب، بل بداية أزمة ما زالت تتعمق حتى اليوم.

 

نحن أبناء الجنوب لا نقرأ هذا التاريخ من كتب المؤرخين، بل نحمله في ذاكرتنا، ونراه في تفاصيل حياتنا اليومية: في مؤسساتنا التي هُمّشت، في ثرواتنا التي نُهبت، وفي هويتنا التي حاول البعض طمسها باسم “الوحدة”.

 

الوحدة التي وُلدت في 1990م على أمل بناء دولة مدنية متكافئة، دُفنت في 1994م تحت جنازير الدبابات ودماء الشهداء. لم تكن شراكة، بل إلحاقًا بالقوة، وفرضًا لإرادة طرف على آخر.

 

واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود، لا نكتب عن الماضي بدافع الحنين، بل بدافع المسؤولية. لأن الجنوب لم ينسَ، ولن ينسى.

وإذا كان هناك من طريق للمستقبل، فلا بد أن يمر أولًا عبر احترام إرادة شعب الجنوب في استعادة دولته، كاملة السيادة والهوية.

 

كما يجب احترام قرارات مجلس الأمن الدولي، وقرارات جامعة الدول العربية، وقرارات مجلس التعاون الخليجي، التي تؤكد جميعها على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى أهمية الحلول السياسية العادلة التي تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وجاء في بيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية المنعقد في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية عام 1994م

 

أن الوحدة لا يمكن أن تُفرض بالقوة، بل يجب أن تكون نابعة من إرادة حرة ومتبادلة بين الأطراف. وهو موقف يُعدّ مرجعية سياسية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها في أي حديث عن مستقبل الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى