ثلاثة عقود من التجهيل الممنهج… والتعليم يحتضر فهل من إنقاذ.. د./علي البحر يكتب

كتب /علي البحر
منذُ حرب صيف 1994م الظالمة، خضع التعليم لسياسة تدمير ممنهجة استهدفت وعي الأجيال، فتم تهميش الكوادر التربوية، وتشويه المناهج، وإقصاء الكفاءات، وتحويل المدارس من فضاءات للعلم إلى أدوات لتزييف الوعي وطمس الهوية.
اليوم الكل يُجمع على فداحة ما جرى ويجري، المعلمون يتألمون، المثقفون يصرخون، والوطنيون يكتبون ويحذرون، لكن منظومة التعليم لا تزال تنحدر من سيئ إلى أسوأ، والعقول الناشئة تُستباح دون تدخل حقيقي.
فما هو الحل؟
لم يعد إصلاح التعليم خياراً مؤجلاً، بل أولوية وطنية عاجلة يجب أن تبدأ اليوم قبل الغد، وذلك من خلال الخطوات العملية الآتية:
1- إطلاق خطة إنعاش شامل تعالج تدني أجور العاملين في الحقل التربوي، وضعف الكفاءات، وتهالك البنية التحتية.
2- تحرير القرار التربوي من قبضة التبعية والتسييس، وتمكين الكفاءات النزيهة من قيادة دفة اصلاح منظومة التعليم.
3- إعادة بناء المناهج التعليمية بما يعكس الهوية الوطنية ويواكب متطلبات العصر.
4- التعامل مع التعليم بمسؤولية سيادية ترتبط بمستقبل الوطن وكرامة المواطن.
إن مستقبل الشعوب يُبنى في قاعات الدراسة، وإذا لم نتحرك اليوم، فغداً سنفيق على جيل بلا وعي، ووطن بلا أمل.
فلننهض قبل أن يتحول الجهل إلى قدر… والانهيار إلى مصير.
والله من وراء القصد