الجحافي يكتب: الضالع.. أيقونة المجد وقلعة الصمود في جبال الجنوب

 

علي ابوشلال الجحافي

في قلب الجنوب، حيث الجبال تعانق السماء، والنخوة تسكن الأرواح، تقف الضالع شامخة كرمز خالد للمجد والكرامة. ليست مجرّد محافظة، بل حكاية وطن ومهد بطولاتٍ لا تُنسى، ومحطة فارقة في تاريخ النضال الجنوبي.

منذ فجر التاريخ، كانت الضالع بوابة الجنوب الحصينة، ودرع الصدّ الأول في وجه كل محتل وطامع. لم تكن يوماً تابعة للذل، ولم تعرف الهوان، بل خرج من بين جبالها رجالٌ نحتوا المجد على صخور التحدي وكتبوا أسمى معاني التضحية والإباء.

في الضالع، تُمطر السماء كبرياء، وتُزهر الأرض عزّة. فجبالها ليست مجرد تضاريس، بل شواهد تاريخية تنطق بمواقف الأحرار الذين صنعوا المجد بالسلاح والكلمة، بالقلب والعقل، بالشجاعة والانتماء.

ونساؤها… هن النبض الخفي خلف كل انتصار، رمز الصبر والتضحية والعطاء المستمر، يربين الأجيال على معاني الفخر والهوية والولاء للأرض.

رغم ما مرت به من حروب وتحديات، ظلت الضالع شامخة، تُعلّم الجميع أن الكرامة لا تُشترى، وأن الأرض لا تُباع، وأن الصمت في زمن الظلم خيانة

تحية إجلال لهذه الأرض المباركة، ولكل من سكن ترابها أو سار على دربها.

الضالع ليست محافظة فقط… الضالع فكرة، روح، وموقف لا يموت.
فلتظل رايتها مرفوعة، وأهلها رموزاً للعزة، وعنواناً لكل من يبحث عن معنى الرجولة والوفاء.