اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

احتفالات الساحل الغربي… تحرير الأرض جنوبيُّ الصنع!

رائد عفيف

في المخا، تُنصب المنصات، وتُرفع الأعلام، وتُلقى الخطب الوطنية، وكأن الأرض تحررت ببيان رسمي أو تغريدة من فندقٍ في الخارج.
الكاميرات جاهزة، والميكروفونات مفتوحة، والوجوه مبتسمة… لكن من يعرف الحقيقة، يعرف أن هذا التراب لم يُطهّر إلا ببندقية جنوبية، وبأقدام رجالٍ لا يعرفون إلا طريق الجبهات.

رجال الجنوب لم يأتوا ليُصفّقوا، بل ليُقاتلوا.
لم يبحثوا عن منصة، بل عن موقع قتالي.
هم من حرّروا الساحل الغربي، شبرًا شبرًا، ثم سلّموه بصمت، دون مهرجان ولا ميكروفون.

وفي الوقت الذي كانوا فيه يواجهون الموت،
كانت بعض القيادات تكتب بياناتها من الخارج،
تنادي بالوحدة من عواصم لا تعرف شكل اليمن،
بينما أتباعهم في الداخل يهاجمون الجنوب، ويعادون المجلس الانتقالي، وكأنهم أوكلوا لأنفسهم مهمة التشويه بدلًا من الاعتراف بالفضل.

ولا زال بعضهم يحتفل خارج البلاد، وكأن التحرير حدث تلقائيًا، وكأن المخا فُتحت ببطاقة دعوة لا بدماء الشهداء!

ثم يخرج علينا من يردد “الوحدة أو الموت!”
يا سادة، الجنوب قدّم الحياة ذاتها ليمنحكم أرضًا تحتفلون عليها، فلا تلوّحوا بالموت، وأنتم لم تقتربوا من ميادينه!

وفي قلب هذه المفارقة، يقف أبطال ‎القوات المسلحةالجنوبية شامخين،
في الحدود كالسد المنيع،
وفي الجبال كالعاصفة على أوكار الإرهاب،
وفي الميادين كالبرق يحمي الأرض والكرامة.
رجال الوطن الذين لا يعرفون سوى النصر أو الشهادة… لا يعرفون المنصة، بل يصنعونها.

وفي نهاية العرض، حين تُطوى المنصة وتُغلق الكاميرا،
يبقى الجنوب خارج الصورة… رغم أنه صاحب المشهد.
لا يطلب تصفيقًا، ولا يركض خلف الميكروفون،
لأنه يعرف جيدًا:

من يحرّر الأرض لا يحتاج إلى منصة… الأرض نفسها تشهد له!

زر الذهاب إلى الأعلى