نشطاء جنوبيون يحذرون : برادع جنوبي قوي وحده من سيُفشل مؤامرات القوى اليمنية ضد الجنوب

النقابي الجنوبي/تقرير/خاص
وسط ظلام حالك خيم على العاصمة عدن، وفي لحظة جسدت حجم المأساة الخدمية التي تضرب الجنوب، برزت رسالة صريحة عن الغضب الشعبي المتصاعد، حملت شعارًا لا يقبل التأويل: “إما إقالة الحكومة.. أو الثورة”.
تحذير صريح رصده الكاتب السياسي عادل العبيدي، الذي اعتبر أن الأزمات المتلاحقة في الجنوب ليست أزمات عابرة، بل حلقات ضمن مؤامرة ممنهجة تقودها القوى اليمنية ضد إرادة الجنوبيين.
في تحليله للواقع، يوضح العبيدي أن مجرد كشف المؤامرات وفضحها لا يكفي لردع المتآمرين، قائلاً:
“برادع جنوبي قوي فقط يمكن إفشال مؤامراتهم ورد كيدهم إلى نحورهم.”
ويدعو إلى الانتقال من حالة الشكوى إلى حالة الفعل القوي، معتبرًا أن صبر الجنوب بلغ مداه، وأن الرد يجب أن يكون بمستوى الانتصارات المتحققة للثورة الجنوبية.
صحيفة الأيام، في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 2025م، جسدت هذه الحالة بصورة رمزية قوية، نشرت فيها مشهد مدينة عدن تغرق في الظلام، وعلقت بعبارة صارخة: “إما إقالة الحكومة.. أو الثورة”.
وهو الشعار الذي التقطه العبيدي ليبني عليه تحليله، موضحًا أن الحكومة المستهدفة بالإقالة هي “ما تسمى حكومة الشرعية اليمنية أو حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب”، والتي رغم تمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي فيها بأربع حقائب وزارية، ما تزال أدوات الفشل والفساد تتحكم بقراراتها.
الأخطر في رأي العبيدي، أن البديل المطروح في حال عدم إقالة الحكومة لا يقل زخمًا، إذ أن الثورة الجنوبية نفسها – الممثلة بالمجلس الانتقالي – مطالبة بالحسم، إما بالانسحاب من الشراكة مع قوى الشمال والاصطفاف الكامل مع الشعب، أو بتفعيل أدوات الردع مستندة إلى السيطرة العسكرية والأمنية على الأرض، والاعتراف السياسي الدولي الذي بات للانتقالي ثقله الواضح.
يحذر العبيدي من سيناريو خطير قد يحدث إن تهاون الجنوبيون، مؤكدًا: “سيكون وضع مرير ومأساوي وحسرة، أنه وبعد كل التضحيات الجسام التي قدمها شعب الجنوب في ثورتيه السلمية والعسكرية يكون التفكير في إقالة الثورة وترك البلاد والعباد للقوى اليمنية تعيد احتلالها للجنوب ونهب ثرواته وممارسة فسادها مرة أخرى.”
لكنه يستدرك بثقة، أن هذا السيناريو مستبعد طالما أن القيادة الجنوبية قادرة على قراءة رسائل شعبها واتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب.
وفي تحليل أكثر تفصيلاً، يرسم الكاتب خيارين أمام المجلس الانتقالي الجنوبي:
الأول: ترك الشراكة مع الرئاسة والحكومة اليمنية والاصطفاف الكامل مع الشعب في معركة الخدمات والكرامة.
الثاني: البقاء في الشراكة مع ممارسة الضغط السياسي والعسكري لفرض حلول خدمية ومعيشية حقيقية على حكومة الشرعية، مستفيدًا من تماسك الأرض والقوة الدولية المتزايدة لقضية الجنوب.
رسالة العبيدي في مقالته لا تحتمل التأجيل أو التخفيف؛ الجنوب أمام مفترق طرق، إما السير في طريق الثورة حتى نهايته، أو السماح لأعدائه بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
وفي لحظة باتت فيها كهرباء عدن تختصر حجم الجريمة السياسية ضد الجنوب، تتقدم رسالة الشعب واضحة لا لبس فيها:
“إما إقالة الحكومة.. أو الثورة.”