استخدامات الذكاء الاصطناعي.. سلبياته وإيجابياته.. مدى تأثيره في المستقبل

النقابي الجنوبي/خاص

تُبنى المجتمعات على أساس تطور العلم والارتقاء به كونه السبيل الوحيد لنهوض الإنسان وتقدم البلدان لذا اهتمت الدول المتقدمة بالتعليم وجعلته غايةً وطريقةً أسهمت في تقدم الأمم وتطورها.

في ضوء ذلك بحث الانسان على مر التاريخ عن ابتكار يمكنه من خلاله أن يحاكي العقل البشري في نمط تفكيره وحاول كل من الفنانين والكتاب وصناع الأفلام ومطوري الألعاب على حد سواء إيجاد تفسير منطقي لمفهوم الذكاء الاصطناعي.

وعلى مدى الزمن كان الذكاء الاصطناعى حاضراً فقط في الخيال العلمي فتارةً ما يسلط الضوء على الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي على البشرية وجوانبه الإنسانية المشرقة وتارةً أخرى يسلط الضوء على الجوانب السلبية المتوقعة منه ويتم تصويره على أنه العدو الشرس للبشرية الذي يعتزم إغتصاب الحضارة والسيطرة عليها.

في بحثه المنشور عام 1950 بعنوان «آلات الحوسبة والذكاء»، درس Alan Turing ما إذا كانت الآلات تستطيع التفكير. فصاغ تورنج لأول مرة في بحثه مصطلح الذكاء الاصطناعي وعرضه كمفهوم نظري وفلسفي.  ومع ذلك فإن الذكاء الاصطناعي كما نعرفه اليوم، هو نتيجة الجهد الجماعي للعديد من العلماء والمهندسين على مدى عدة عقود.

ونشر Alan Turing في عام 1950 «آلات الحوسبة والذكاء»، حيث قدم مفهوم اختبار تورينج (Turing Test) لتقييم ذكاء الآلة.

عدد من الضوابط يجب أن تلتزم بها سياسات حوكمة البيانات منها القيود التنظيمية وقوانين الخصوصية. لتنفيذ الذكاء الاصطناعي، ويجب إدارة جودة البيانات والخصوصية والأمان. وتحمل المسؤولية عن بيانات العملاء وحماية الخصوصية. لإدارة أمان البيانات، كما يجب أن تفهم المؤسسة كيفية استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لبيانات العملاء والتفاعل معها عبر كل طبقة.

فالذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علوم الكمبيوتر الذي يهدف إلى تطوير الأنظمة والبرمجيات القادرة على أداء مهام تتطلب عادةً الذكاء البشري ويشمل ذلك القدرة على التعلم، التفكير، التحليل، التفسير، واتخاذ القرارات.

يشهد الذكاء الاصطناعي تطورا سريعا في مختلف المجالات، مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والصناعة، والترفيه، والنقل.

التساؤل يظل حول حقيقة الأهداف التي تقف خلف أنشطة الذكاء الاصطناعي؟ وطبيعة المهام التي يمارسها في مختلف المجالات؟

في عام 2018 أصبح الذكاء الإصناعي حقيقة لا خيال صار بمثابة النقلة الكبرى حيث نمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات.

إذا فالذكاء الاصطناعي هو مايُعرف اختصارا بـ AI ويعد تقنية ذات قدرات حل تشبه قدرات الإنسان في حل المشكلات. يبدو أن الذكاء الاصطناعي في العمل يحاكي الذكاء البشري – يمكنه التعرف على الصور وكتابة القصائد وإجراء تنبؤات قائمة على البيانات. 

تجمع المؤسسات الحديثة كميات كبيرةً من البيانات من مصادر متنوعة مثل أجهزة الاستشعار الذكية والمحتوى الذي ينشئه الإنسان وأدوات المراقبة وسجلات النظام. تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات واستخدامها لمساعدة العمليات التجارية بفعالية ويمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي الاستجابة للمحادثات البشرية في دعم العملاء وإنشاء صور ونصوص أصلية للتسويق وتقديم اقتراحات ذكية للتحليلات فهو يجعل البرامج أكثر ذكاءً لتفاعلات المستخدم المخصصة وحل المشكلات المعقدة.

نجد أن تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي انتشرت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية ومن الأمثلة الشائعة على تقنيات الذكاء الاصطناعي هي:
إنشاء الصور.
إنشاء النصوص.
توليد الكلام والتعرف عليه.
الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط.

أنواع الذكاء الاصطناعي:

1. الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI): هو الذكاء الاصطناعي الذي يُصمم لأداء مهمة محددة، مثل التعرف على الصور أو معالجة اللغة الطبيعية. ويُستخدم هذا النوع في التطبيقات اليومية مثل المساعدين الرقميين (مثل Siri وGoogle Assistant) وبرامج التوصية في منصات مثل YouTube وNetflix.

2. الذكاء الاصطناعي العام (General AI): هو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يمتلك القدرة على أداء أي مهمة ذكية يمكن للبشر القيام بها وهذا النوع لا يزال في مراحل البحث والتطوير، ولم يتم الوصول إليه بعد.

3. الذكاء الاصطناعي الفائق (Superintelligent AI): هو الذكاء الذي يتجاوز الذكاء البشري في جميع المجالات. يُعتبر هذا النوع موضوعا للنقاشات الأخلاقية والعلمية حول إمكانية تأثيره على المجتمع.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

1. الرعاية الصحية: يستخدم الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، مثل تحليل صور الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ومتابعة الحالة الصحية للمرضى باستخدام الأجهزة الذكية.

2. النقل: دخل الذكاء الاصطناعي في تطوير السيارات الذاتية القيادة حيث يمكن لهذه السيارات اتخاذ قرارات معقدة تتعلق بالتحكم في السرعة، التوجيه، والاستجابة للمواقف الطارئة.

3. التجارة الإلكترونية: تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتقديم توصيات مخصصة للعملاء، مما يزيد من فرص البيع ويحسن تجربة المستخدم.

4. التعليم: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تخصيص المحتوى التعليمي بناءً على احتياجات كل طالب، كما يساهم في تطوير أدوات تعليمية تفاعلية.

5. الصناعة: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية والكفاءة في المصانع، عبر أنظمة التشغيل الذكية التي تُساعد في مراقبة الأداء وتوقع الأعطال.

ويواجه الذكاء الاصطناعي جملة من التحديات تشمل:

1. الأخلاقيات: يشكل الذكاء الاصطناعي تحديا في ما يتعلق بالقرارات الأخلاقية، مثل حماية الخصوصية ومنع التمييز في الأنظمة.

2. البطالة: يمكن أن يؤدي تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف التقليدية في بعض القطاعات.

3. الأمان: يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية أو الأنظمة العسكرية تهديدا كبيرا للأمن الشخصي والعالمي.

ويقول براد سميث الرئيس والمدير القانوني في شركة مايكروسوفت إن العالم كان وما يزال يعاني من أزمات إنسانية مستمرة ناجمة عن الكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب بها الإنسان، وبينما تسعى تلك المنظمات الإغاثية للتعامل مع هذه الكوارث والأحداث، لا يزال عملها في كثير من الأحيان لا يعدو أن يكون ردّة فعل، ومن الصعب توسيع نطاقه.

ووفقاً لسميث، فإن الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة إلى الخبرة المتمثلة في العلوم البيئية والمساعدات الإنسانية، ستساعد على إنقاذ المزيد من الأرواح وتخفيف المعاناة وذلك عن طريق تحسين الطرق التي تتنبأ بحدوث وتعزيز وسائل للتعامل مع الكوارث قبل أو بعد وقوعها.

الذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان اليوم ويعمل خلف الكواليس لتشغيل تطبيقاتك المفضلة.

يتضمن الذكاء الاصطناعي مجموعةً كبيرةً من الاستخدامات. على الرغم من أنها ليست قائمة شاملة، إلا أن هناك أمثلة تسلط الضوء على حالات الاستخدام المتنوعة للذكاء الاصطناعي للمؤسسات.

روبوتات المحادثة والمساعدين الأذكياء
معالجة المستندات الذكية
مراقبة أداء التطبيقات
الصيانة التنبؤية
الأبحاث الطبية

تشارك روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمساعدين الأذكياء في محادثات أكثر تعقيدا وشبيهاً بالبشر. يمكنهم فهم السياق وتوليد ردود متماسكة للغة الطبيعية المعقدة واستفسارات العملاء حيث يتفوقون في دعم العملاء والمساعدة الافتراضية وإنشاء المحتوى لتوفير تفاعلات مخصصة. تسمح في قدرة التعلم المستمر لهذه النماذج بتكييف أداءها وتحسينه بمرور الوقت، مما يعزز تجربة المستخدم وكفاءته.

إيجابيات الذكاء الاصطناعي:

1. تحسين الحياة اليومية: يوفر الذكاء الاصطناعي حلولًا مبتكرة في العديد من المجالات، مما يحسن كفاءة الخدمات وجودتها.

2. البحث والتطوير: يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة في أبحاث العلوم الطبية والهندسية والفلكية.

3. الاستدامة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات البيئية، مثل تحسين استهلاك الطاقة، إدارة الموارد الطبيعية، ومكافحة التغير المناخي.

يعد الذكاء الاصطناعي من التقنيات الرائدة التي ستستمر في إحداث تأثير كبير في مختلف مجالات الحياة. ومع تطوره المستمر، سيكون من المهم العمل على تطويره بشكل مسؤول وأخلاقي لضمان استغلاله في تحسين جودة الحياة البشرية ومواجهة التحديات المستقبلية.