النقابي الجنوبي: اعلان كاك بنك

ماهو مصير الحوثيون بعد عودة ترامب المحكوم عليه بالإعدام في اليمن للبيت الأبيض وانعكاسات ذلك على الإرهاب والصراع بين الجنوب والشمال؟

ناصر المشجري

-تنشيط دور الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية ضرورة وطنية لمواكبة المتغيرات لنجاح القضية الجنوبية.

-اقوى رئيس أمريكي بعد جورج بوش الأبن يتولى حكم أمريكا هل سيكون إطفائي حرائق أو مشعل حروب ؟

دخل دونالد ترامب الرئيس المنتخب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية التاريخ كونه ثاني رئيس أمريكي يشغل فترتين غير متتاليتين بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهو إنجاز لم يُحقق منذ 132 عاما تقريبا.
ويعتبر ترامب أول رئيس خسر دورة انتخابية يترشح للمنصب ويفوز مرة أخرى منذ أواخر القرن التاسع عشر.
فدونالد ترامب خاض للمرة الثالثة السباق الرئاسي لتولي قيادة البلاد للمرة الثانية بعد فشله في انتخابات 2020 أمام الرئيس جو بايدن، في إعادة توليه المنصب، ولم يحدث في تاريخ البلاد أن تولى مرشح الرئاسة على فترتين متباعدتين، سوى مرة واحدة وهو الديمقراطي غروفر كليفلاند. ويبدوا إن فترة حكم الرئيس رقم 47 في تاريخ امريكا دونالد ترامب ستكون مختلفة في ظل التناحر العالمي والوضع المعقد والحروب المشتعلة وبحكم إن ترامب رجل اعمال امريكي فإنه يكره الحروب والتأثير على الأقتصاد العالمي وقد تعهد بوقفها بعد استكمال اجراءات تنصيبه في العام المقبل لكن الوقت مبكرا في الحكم على ترامب في النجاح أو الفشل ويرى الكثيرون بأنه الرئيس الأقوى على الإطلاق لحكم الولايات المتحدة الأمريكية بعد جورج بوش الأبن

• مستقبل الحوثيون في عهد ترامب

اعلن وزير الخارجية الأمريكي في 6 يوليو تموز 2020م على لسان وزير خارجيتها آنذاك مايك بومبيو في بيان رسمي إن إدارة ترامب سوف تصنف الحوثيين كـ”جماعة إرهابية”، وذلك في إجراء يهدف إلى محاسبتهم “على أعمالهم الإرهابية” بما في ذلك “الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري” في الممرات الدولية ومنها البحر الأحمر في الشمال ومضيق باب المندب في الجنوب ” ولكن سعت اطرافا عديدة محلية وخارجية على احتواء هذا التوجه الأمريكي في عهد “ترامب” بحجة إن هذه الخطوة من شأنها ان تصعب من جهود منظمات الإغاثة في هذا البلد الذي تمزقه حرب أهلية منذ 2015 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقواتنا المسلحة الجنوبية المدعومة من التحالف العربي وماتبقى من جيش الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وفعليا
قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عشرة أيام من انتهاء ولايته الرئاسية، أن الولايات المتحدة جادة في تصنيف الحوثيين في اليمن على أنهم “جماعة إرهابية”، بالإضافة إلى انها تعتزم أيضا وضع ثلاثة من قادة الجماعة وهم زعيم الجماعة “عبد الملك الحوثي” و”عبد الخالق بدر الدين الحوثي” و”عبد الله يحيى الحكيم” على قائمة الإرهابيين الدوليين لكن كل هذه التصريحات مجرد حبرا على ورق واعلان شكلي لعدم وجود الجدية الأمريكية في محاسبة جماعة الحوثيون المارقة والمنقلبة على الدولة وعلى كل القيم الوطنية والدينية والأخلاقية.

• تفعيل القرارات خطوة مرتقبة

بعد اعلان فوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” بولاية جديدة لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء 6 نوفمبر 2024م وهيمنة الجمهوريين كذلك على مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين عادت آمال اليمنيين تنتعش مجددا بخصوص إعادة الحوثيون في قائمة الجماعات والمنظمات الإرهابية والمارقة من قبل إدارة الرئيس “ترامب” العائد للمرة الثانية إلى البيت الأبيض واتخاذ مواقف حاسمة واكثر قوة ومصداقية اتجاه هذه الجماعة التي تعمل لمصلحة النفوذ الإيراني في المنطقة وتستخدمها في تعطيل الملاحة الدولية من خلال عسكرة ميناء الحديدة وتحويله إلى قاعدة عسكرية وضرب الصواريخ في مياهنا الإقليمية لغرض الاعتداء على السفن التجارية بصورة بلطجية بعيدا عن ماترفعها الجماعة الحوثية من شعارات تمويهية وكاذبة ومن ثم تعريض مصالح الشعوب والدول كلها للخطر وانعكاساته السلبية على الأقتصاد العالمي بما فيها مصالح الرئيس “ترامب” نفسه كونه رجل اعمال مشهور وكبير ومالك لشركات تجارية منتشرة حول العالم.

• حرب الحديدة وستوكهولم

كادت قواتنا المسلحة الجنوبية من العمالقة والمتطوعين الجنوبيون في القتال ومعها القوات اليمنية المشتركة من تخليص البلاد من شر جماعة الحوثي الطاغية والإرهابية ووصلت إلى بوابات مدينة الحديدة وتوغلت في بعض الأحياء واصبح سقوط جماعة الحوثي مؤكدا وقاب قوسين أو ادنى ولسوء تقديرات دولية وامريكية وفي تواطئ واضح مع الجماعة اوقف زحف القوات المتقدمة بحجة سلامة المدنيين وعدم الأضرار بالمورد المهم لملايين السكان ميناء الحديدة ومن اجل منح الحوثيون وقت كاف للملمة صفوفهم والإستفادة من الميناء في التسلح من ايران وغيرها من الدول الداعمة طلبت الأمم المتحدة هدنة وعقدت اتفاق خاص بالحديدة في 13 ديسمبر 2018م عرف باتفاق ستوكهولم العاصمة السويدية ادى هذا الإتفاق إلى انقاذ جماعة الحوثيون من هزيمة محققة على يد قواتنا وحلفاء الحرب الآخرين وتقويتها فيما بعد حتى اصبحت تمثل هذا الخطر العالمي على دول الرعاة واطلقوا مايعرف بعملية حارس الأزدهار من قبل امريكا وبريطانيا ودول اخرى على الحوثيون في محاولة لكسر خطرهم ونهجهم العدواني الذي بات عابر للحدود بسلاح ايران لتنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية لكن العملية العسكرية ظهرت شكلية والغارات غير مؤثرة في فترة حكم “جو بايدن” مما شجع الحوثيون على مزيد من المغامرات والعمليات الإستعراضية للإبتزاز وخداع اليمنيين الذين ترتكب المليشيا الجرائم بحقهم وتنشغل في تمرير الإجندات الإيرانية وتركتهم يعيشون في عمق الضياع والمجاعة.

• ترامب يواجه الإعدام في اليمن

في 30 ديسمبر عام 2020م وفي مؤشر على تطرف الجماعة الشيعية ضد كل خصومها وغرقها في الخيال والكهانة قضت محكمة خاضعة لجماعة (الحوثيين) الإرهاربية من مقرها في محافظة صعدة باليمن معقل المليشيات الحوثية بإعدام الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ومعه بعض الحكام العرب وقيادات كبيرة في الحكومة اليمنية وايدته محكمة اخرى تابعة للمليشيات في “صنعاء” بتهمة مقتل رئيسها “صالح الصماد” و43 شخص من عناصرها بغارة جوية.
وحسب وكالة “سبأ” الخاضعة للحوثيين أن “المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بمحافظة صعدة جرت برئاسة ‘يحيى الرزامي” وهو مطلوب للتحالف العربي المدعوم من واشنطن. وفي الجمعة 8 نوفمبر 2024م عاد الحوثيون من ميدان السبعين وسط العاصمة اليمنية صنعاء يتوعدون “ترامب” بالموت وبمواصلة ضرب المصالح الغربية بالصواريخ التي يحصلون عليها من إيران بعد يوم من اعلان رغبتهم في السلام مع واشنطن في تخبط واضح من الجماعة الحوثية التي تعيش في حالة خوف وارتباك وتفكك قيادي.

• وقف العمليات العسكرية

في الساعات الأولى لإعلان فوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” الرئيس رقم 47 في تاريخ امريكا سارعت جماعة الحوثي الإرهابية المتشيعة وعلى لسان متحدث الجماعة الرسمي عن وقف عملياتها العسكرية في البحر الأحمر والتوقف عن استهداف السفن التجارية بعد اشهر طويلة من العربدة في المياه الإقليمية بحجة مظلومية الشعب الفلسطيني ونصرة غزة، وفسر كثير من المراقبون هذا التوقف والإعلان المفاجئ بأن ماتقوم به الجماعة الإرهابية هو فيلم سخيف يكشف تواطئ إدارة “جو بايدن” والحزب الديمقراطي معها لأبتزاز دولا معينة في المنطقة بعيدا عن ماكانت تعلنها من مواقف زائفة.

• الإرهاب في الجنوب

عرف عن الرئيس الأمريكي العائد مجددا إلى حكم الولايات المتحدة الأمريكية “دونالد ترامب” جديته في محاربة التطرف والإرهاب في مختلف دول العالم ومنها بلادنا وفي فجر الأحد عام 2017 م نفذ البنتاجون بواسطة قوات المارينز والكوماندوز في الجيش الأمريكي انزالا جويا في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء اليمنية الواقعة على حدود الجنوب وقتلت حينها 41 عنصرا من تنظيم القاعدة وخسرت جندي اضافة إلى مقتل بعض المدنيين في العملية العسكرية وفق ما صرحت به واشنطن وتتطلع المقاومة الجنوبية والجيش الجنوبي في ظل رئاسة “ترامب” إلى شراكة فاعلة مع الجانب الأمريكي لمواصلة الحرب على الإرهاب في م/عومران ابين الذي تصدره القوى اليمنية نحو الجنوب بدوافع سياسية بعد ان عجزت على تحقيق مطامعها وفرض مشاريعها البغيضة والمرفوضة في الجنوب العربي.

• دور الجالية الجنوبية

في ظل هذه المتغيرات وتحول العالم إلى قرية صغيرة بفضل تكنولوجيا المعلومات الرقمية ووجود جالية جنوبية كبيرة في معظم الولايات الأمريكية واشنطن وميشجن وفلوريدا ونيويورك وبوسطن فإنه يقع على عاتق منسقين ونشطاء الجالية في الخارج واجب التحرك الفاعل والمنظم لبناء وخلق العلاقات وتوضيح الصورة ونقل مايحصل في وطنهم التواق إلى حريته وإستقلاله وإستعادة مقعده الأممي مع المؤثرين وصناع القرار الدولي ليكونوا خير ممثل ورافدا قويا لنضالات شعبهم المريرة والطويلة وجبهة سياسية متينة على مختلف الأصعدة الدولية للأنتصار للقضية الجنوبية وتحقيق حلم وتطلعات الجنوبيون في عودة دولته ومقعدها بين الدول في الأمم المتحدة وهو حق مشروع كفلته كافة القوانين الدولية.

• فلسطين والكيان الصهيوني

يعتبر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إن حل الدولتين هو الحل الأنسب لحل الصراع العربي الإسرائيلي وتؤيده في ذلك التوجه عدة دول صديقة وشقيقة وربما إن التطورات في المنطقة تخطت ذلك الطرح وقد تفرض حلولا أخرى قد تتعاطى معها بسلبية أو ايجابية إدارة “ترامب” وهذا متوقف على سياساته الخارجية المقبلة.