الجيش السوري ينسحب من السويداء بعد اشتباكات دموية… وإسرائيل تلوّح بتدخل عسكري شامل

النقابي الجنوبي – متابعات
أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع فجر الخميس عن انسحاب كامل لقوات الجيش والأمن من محافظة السويداء، عقب يومين من المعارك العنيفة مع فصائل درزية محلية موالية للشيخ حكمت الهجري، وسط تقارير عن تدخل إسرائيلي مباشر لدعم تلك الفصائل.
وفي خطاب مسجّل وجّهه للشعب السوري، برّر الشرع هذا الانسحاب المفاجئ بـ”الحفاظ على وحدة البلاد وتجنيبها حربًا مفتوحة مع إسرائيل”، مشيرًا إلى اتفاق محلي مع زعامات دينية وفصائل درزية لتولي مهام حفظ الأمن الداخلي في المحافظة، التي باتت خارج السيطرة الرسمية منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس 17 يوليو/تموز.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مقاتلين حكوميين على أطراف المحافظة، أن انسحاب القوات اكتمل فجر الخميس، ما أكد بشكل غير مباشر فقدان الدولة السورية للسيطرة الميدانية على المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
وقد أثارت التطورات انقسامًا واسعًا في الشارع السوري، بين من رأى في الخطوة “خيار الضرورة” لتجنب التصعيد مع إسرائيل، ومن وصفها بـ”الهزيمة السياسية والعسكرية” لصالح الفصائل المحلية وداعميها الإقليميين.
في السياق ذاته، وجّهت إسرائيل تحذيرًا صريحًا عبر قنوات دبلوماسية وأمنية، مفاده أن أي انتهاكات تُرتكب من قبل الموالين للرئيس الشرع بحق الدروز في السويداء أو “استفزازات موجهة ضد الطائفة لصالح العشائر العربية” قد تدفع تل أبيب إلى تدخل عسكري شامل داخل الأراضي السورية.
ويرى محللون أن هذه التطورات تُدخل سوريا في مرحلة شديدة التعقيد والحساسية الطائفية والسياسية، مؤكدين أن سحب القوات لا يعني نهاية المواجهة، بل انتقالها إلى مرحلة جديدة من الصراع الغامض، حيث تتشابك الحسابات الإقليمية والطائفية والميدانية في ساحة واحدة.