قمة أمريكية خليجية غدًا بالرياض تبحث التحديات الإقليمية والتموضع الاستراتيجي

تستعد العاصمة السعودية الرياض، يوم الأربعاء 14 مايو 2025، لاحتضان قمة سياسية رفيعة المستوى تجمع بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، في إطار زيارة رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدأ جولة خليجية تشمل أيضًا الإمارات وقطر.
وأكد التلفزيون الرسمي السعودي أن القمة الأمريكية الخليجية ستُعقد في الرياض، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب وصل الثلاثاء إلى المملكة، وكان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة، حيث جرت مباحثات ثنائية وصفت بالموسعة تناولت أبرز ملفات التعاون الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن، إضافة إلى مناقشة قضايا إقليمية ملحة.
وتحظى زيارة ترامب باهتمام لافت على المستويين السياسي والإعلامي، لكونها تمثل أولى جولاته الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، ما يجعلها محطة حاسمة في مسار العلاقات الخليجية-الأمريكية، ورسالة مباشرة تعكس رغبة إدارة ترامب في إعادة تموضعها داخل توازنات الشرق الأوسط.
وتتزامن القمة مع ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد، وسط إعادة تشكل النظام العالمي وتراجع ملامح الهيمنة الأمريكية الأحادية، في مقابل صعود قوى إقليمية ودولية تبحث عن أدوار أوسع في المنطقة، من بينها الصين وروسيا وتركيا. وفي هذا السياق، تُعد القمة منصة لتنسيق المواقف حول عدد من الأزمات المفتوحة، وفي مقدمتها الحرب في غزة، والتصعيد في اليمن، والوضع المتأزم في سوريا ولبنان.
مصادر دبلوماسية مطلعة أشارت إلى أن أجندة القمة ستتضمن ملفات التعاون الأمني والعسكري، وسبل مواجهة التحديات الناتجة عن النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، إلى جانب بحث فرص التكامل الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات الخليجية الأمريكية، بما يعكس الرغبة المتبادلة في تعميق الشراكة ضمن مقاربة استراتيجية جديدة.
ويُنتظر أن تسفر اللقاءات عن تفاهمات مبدئية بشأن تعزيز القدرات الدفاعية الخليجية، وإعادة تنشيط منظومات الردع المشترك، بالإضافة إلى بحث آليات دعم الاستقرار الإقليمي في ظل التغيرات الجارية، خصوصًا في البحر الأحمر والخليج العربي، فضلاً عن مستقبل التواجد الأمريكي العسكري في قواعد رئيسية مثل قاعدة العديد في قطر.
كما يُتوقع أن تمثل القمة فرصة لتأكيد دعم المسار الدبلوماسي في حل الأزمات، خاصة في ظل إشارات متعددة عن استعداد واشنطن للعب أدوار أكثر تأثيرًا على طاولة المفاوضات، سواء في الملف النووي الإيراني أو جهود التهدئة في غزة.
وفيما ترى بعض الأوساط أن زيارة ترامب تأتي في سياق ترميم علاقات تخلخلت في سنوات ماضية، يعتقد آخرون أنها تأتي لتأكيد التزام الولايات المتحدة بشراكاتها التقليدية، مع تعزيز دور دول الخليج في المعادلة الأمنية والاقتصادية العالمية، خصوصًا مع دخول المنطقة مرحلة ما بعد الطاقة الأحفورية.