إيران تتمسك بالتخصيب النووي وسط تحذيرات غربية متصاعدة

النقابي الجنوبي/خاص
في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من نوايا إيران النووية، حذر مسؤولون غربيون، الجمعة 23 مايو 2025، من أن طهران تسعى للاحتفاظ بخيار إنتاج سلاح نووي، من خلال الإصرار على مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، رغم فشل الجولة الخامسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة التي جرت بوساطة عمانية في العاصمة الإيطالية روما، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
القلق يتعاظم: برنامج سلمي أم خيار عسكري؟
مصادر دبلوماسية مطلعة على المفاوضات كشفت أن إيران لم تعد تكتفي بالتأكيد على الأغراض المدنية لبرنامجها النووي، بل تتجه صراحة إلى تعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تسمح بتصنيع قنبلة نووية، إنْ قررت ذلك لاحقًا. هذه المخاوف تمثل جوهر الاعتراض الأمريكي والإسرائيلي، وتعرقل أي تقدم نحو تسوية دبلوماسية قابلة للحياة.
ترامب: التخصيب خط أحمر لا نقاش فيه
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد التأكيد على الموقف الصارم لإدارته، وقال إن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك قدرات التخصيب”، محذرًا من أن طهران قادرة على إنتاج سلاح نووي خلال أشهر، إذا ما قررت ذلك. وجاءت تصريحات ترامب في ظل أجواء مشحونة، تعززها تحذيرات أمنية ومؤشرات ميدانية إلى تحركات عسكرية إسرائيلية محتملة.
موقف أمريكي موحد وإيراني متشدد
مبعوث البيت الأبيض للمفاوضات، ستيف ويتكوف، أوضح أن “الخط الأحمر الوحيد هو التخصيب، ولن نقبل حتى بنسبة 1%”. في المقابل، جاء رد طهران على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي قاطعًا: “التخصيب حق سيادي وخط أحمر لإيران ولن نتخلى عنه”.
إطار سياسي بديل.. لكنه غير مضمون
بعد فشل المسار التقني، سعى الطرفان منذ بداية المحادثات في 12 أبريل إلى صياغة “إطار سياسي” شبيه بالاتفاق المرحلي لعام 2013، لكن مصادر أمريكية قالت إن الصيغة الحالية لا تتضمن ضمانات كافية لبناء الثقة أو تخفيف العقوبات، ما يثير شكوكًا حول جدواها. الولايات المتحدة تطالب بإدراج تفاصيل دقيقة بشأن أنشطة التخصيب، تجنبًا لهدر الوقت في جولات تفاوضية لاحقة.
وساطة عمانية.. وتفاؤل حذر
وسط هذه الأجواء، يواصل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي جهوده لتقريب وجهات النظر. وأكد في بيان عبر منصة “إكس” إحراز “بعض التقدم”، معربًا عن أمله في حل القضايا العالقة خلال الأيام القادمة. إلا أن التفاؤل العماني يصطدم بواقع التشدد المتبادل، خاصة بعد تصريحات خامنئي المتشائمة وتحذيرات إسرائيل من أن طهران تسعى للمماطلة.
تل أبيب: الوقت ينفد والتهديد يتعاظم
من جانبه، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته، وأكد دعمه الكامل لموقف إدارة ترامب. وبحسب تقارير استخباراتية، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات تحاكي ضربة جوية ضد منشآت نووية إيرانية. وقال نتنياهو: “إذا فشل الاتفاق، فلن نتردد في التحرك للدفاع عن أنفسنا”.
مواد انشطارية تكفي لسبع قنابل
خبراء نوويون أشاروا إلى أن إيران باتت تمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية لصناعة سبع قنابل نووية، ما يجعلها أخطر دولة غير نووية تمتلك يورانيوم مخصب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب جدًا من نسبة الاستخدام العسكري.
التهدئة ممكنة.. لكن بشروط معقدة
ريتشارد نيفو، المفاوض الأمريكي السابق، أشار إلى أن التوصل إلى إطار سياسي جديد “قد يكون بداية لمسار تفاوضي جاد”، لكنه ربط ذلك بـ”استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية”، وهو ما يبدو غائبًا حتى الآن عن الطاولة.
نهاية مفتوحة.. وانفجار محتمل
في ضوء المعطيات الحالية، يبدو أن المفاوضات تسير على حافة الهاوية. التخصيب أصبح عنوان الأزمة وحدّه الواضح، وفي غياب اتفاق عاجل، قد يجد العالم نفسه أمام مشهد تصعيدي جديد، يعيد شبح المواجهة العسكرية إلى واجهة الشرق الأوسط.