لم استسلم يوماً لليأس..بل واصلت مشوار النجاح لكي أحقق حلم زوجي

النقابي الجنوبي/حنان فضل
النجاح والطموح من الأشياء التي نعيش من أجلها،تذكر معي ماهي طموحاتك التي كنت ترغب في إنجازها وتحقيقها وماهي المجهودات التي قمت من أجلها وماهي عدد السنوات الطويلة التي حلمت فيها هذا الحلم حتى تحقق على أرض الواقع،إنه شعور عظيم أليس كذلك؟
السير نحو النجاح رحلة لانهاية لها،توقف قليلاً عن السير وأرجع ماقطعته في رحلتك وصححه أخطائك وطور مهاراتك واشحذ همتك وانظر للحياة بتفاؤل وسعادة ثم أكمل مسيرتك نحو النجاح،كلمات وعبارات كثيرة تعبر عن النجاح و كيفية العمل بكل اجتهاد من أجل الوصول إلى الهدف،ولا تحقق الأعمال بالأمنيات،وإنما بالإرادة نصنع المعجزات وعندما تكون لديك إرادة قوية وسبباً مقنعاً يكون هدفك لتحقيق حلمك وحلم غيرك سهلا ً لا يحمل التردد والخوف بل يزيدك أملاً وإصراراً .
وفي هذه القصة التي تطرقنا لها،أم لثلاثة أولاد توفى الأب ولم يتبقى لها غير ذكرياته الجميلة معه وأطفالها الذين يحتاجون للرعاية منها وتزداد المسؤولية كلما كبروا ،حيث تحكي لنا عن معاناتها وكيف خلقت من المعاناة قصة نجاح يحمل في طياته الطموح الذي تميزت به هذه السيدة،لم تيأس يوماً بل حاولت الوصول إلى هدفها وتحقيق حلم زوجها الذي أصبح حلمها أيضاً،أم تروي قصتها وقصة زوجها المرحوم الذي كان دائما ً يقف معها ويشجعها.
كاميليا محمد أم لثلاثة أبناء ” بنتان و ولد “تروي وهي تذكر ماضيها مع زوجها المرحوم وكيف كان يقف معها لتحقيق هدفها وذلك لتعيل زوجها على مصاريف البيت،حيث تقول لنا كان زوجي في عام 2005م مساهما ً في قناة عدن الفضائية وبعدها مباشرة تعاقد معهم إلى أن توفي عام 2016م توفي متمينا ً توظيفه رسمياً بقناة عدن الفضائية و أن يحقق حلمه الذي سعى من أجله،ولكن شاء القدر أن يتوفى قبل الوصول إلى حلمه.
لقد كان زوجي المرحوم يعمل في البدء بالمكتبات والتنسيق وبعدها تدريجياً بالمونتاج بشكل شخصي وبمجهوده،والكل كان معتمد عليه إلى حد يومنا هذا وهناك بعض الأصدقاء الذي يعرفون زوجي ” ارقاص” يشكروه في نزاهته ومجهوده، كنا نعيش في بيت أهله بمديرية التواهي،وبعد وفاته بحوالي ثلاث سنوات وبعد ذلك بدأت المشاكل وكان عمي والد زوجي يرفض بشدة أن أعمل من أجل أوفر لأولادي كل شيء،فعملت عند صديقة لي بالمطعم وأسسنها معاً ولكن بسبب المشاكل التي تفاقمت لجأت إلى العيش مع صديقتي إلى مديرية أخرى وبمنزل إيجار مشترك ولكن بعد عودة زوج صديقتي اطريت إلى البحث عن عمل آخر وفعلاً تحصلت على عمل في محل أدوات تجميل بمديرية الشيخ عثمان،واستأجرت بيت صغير يضمني أنا وأولادي الذين كل يوم تزداد طلباتهم.
مرت سنتين على وجودي بمديرية الشيخ عثمان وهناك فاعل خير لا أعرف إذ كانت امرأة أو رجل ولكن الخير الذي تم تقديمه لي،هو اشراكي في مؤسسة سلمان للأعمال الخيرية والتأهيل للأم التي تعيل أبنائها الأيتام،وعندما انتهت فترة التأهيل تم تسليمي حقيبة كاميرا ولاب توب و استاند وكانت فرحتي لا توصف آنذاك عندما حققت الشيء المنتظر حققت حلم العمر ” نعم حققت حلم زوجي الله يرحمه.
فعندما كانت تروي قصتها أدمعت عيناها ووصلت حديثها وهي تنظر إلى الغد المشرق وتتأمل خيراً لمستقبل أبنائها،فقالت ها أنا الآن أحقق ولو بجزء بسيط وتعلمت أساسيات التصوير الفوتوغرافي بدورة تدريبية قصيرة ولكني استفدت منها وسعيدة جدا أنني تحصلت على المركز الأول في مؤسسة سلمان،ومازالت أعمل في محل التجميل حتى أوفر لأولادي كل سبل الراحة،ولم أنسى كل أصدقاء المرحوم في الوقوف معه،فمؤسسة سلمان كسروا عني هماً كبيراً في إيجار المنزل حيث راتب زوجي لا يكفي فراتبه 25الف ريال يمني يعني في هذه الظروف ووضع البلاد لا يكفي شيئاً.
ولكن الله لا ينسى أحداً تحقق جزءاً من الحلم والجزء الآخر مازالت أسعى إليه حيث سأدخل دورة المونتاج واتعلم المونتاج حتى أنفع نفسي وأولادي وأواصل مشوار زوجي الله يرحمه.
