تصريحات العبادي تكشف صراع أذرع إيران في العراق

النقابي الجنوبي / متابعات
التدخل الإيراني في شؤون العراق مسلسل مستمر
كشف رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي -بهجومه على سياسات خلفه عادل عبدالمهدي ومليشيات الحشد الشعبي- عمق الانقسام الذي وصل إليه النفوذ الإيراني في العراق، بعد تضييق الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نظام طهران وأذرعه في الشرق الأوسط.
وشن العبادي الذي يتزعم ائتلاف النصر في مجلس النواب العراقي، خلال مقابلة مع فضائية العراقية شبه الرسمية مساء الجمعة الماضي، هجوما عنيفا على سياسة الحكومة العراقية الحالية ورئيسها عادل عبدالمهدي، وحذر من اصطفاف العراق مع إيران والتضحية بالوضع العراقي الراهن، مشيرا إلى أن عبدالمهدي أعاد فتح نوافذ مغلقة مع إيران كان أغلقها عندما كان رئيسا للوزراء، ما بين الأعوام ٢٠١٤-٢٠١٨.
وانتقد العبادي قيادات في مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، مؤكدا “أصبحوا أثرياء على حساب المال العام”، مشيرا إلى استيلاء هذه القيادات على عقارات باهظة الأثمان في بغداد ومدن العراق الأخرى.
ودعا العبادي -الذي بدأ منذ نحو شهر محاولات لتشكيل جبهة معارضة داخل مجلس النواب العراقي- الحكومة إلى حصر السلاح بيدها ومعاقبة كل من يهدد أمن العراق، واستغرب في الوقت ذاته من التهديديات التي يطلقها قادة المليشيات ضد أمريكا دفاعا عن إيران، مقرعين طبول الحرب في العراق بينما تعيش إيران بسلام.
ونفى العبادي أن تكون إيران قدمت السلاح للعراقيين في الحرب ضد إرهابيي داعش مجانا، وأكد أن “إيران باعت للعراق السلاح بأغلى من سعره في السوق، والنصر الذي تحقق على الإرهاب تحقق بجهود وتضحيات العراقيين بمختلف مكوناتهم”.
تصريحات العبادي ليست الأولى التي يهاجم بها النفوذ الإيراني في العراق منذ انتهاء فترة رئاسته للحكومة العراقية في ٢٤ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لكنها تعتبر الأكثر حدة من ناحية الهجوم على إيران ومليشياتها في العراق.
وفضحت تصريحات العبادي -الذي يعتبر أحد أبرز قيادات حزب الدعوة الموالي لنظام ولاية الفقيه الإيراني، في الوقت الذي تحاصر الولايات المتحدة الأمريكية النظام الإيراني أذرعه في الشرق الأوسط عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وتزيد من ضغوطها على هذا النظام يوما بعد يوم للحد من إرهابه- الصراع بين أذرع إيران على العراق، وعمق الانشقاق بين صفوف النفوذ الإيراني، وحالة الخوف التي تطغى على أتباع النظام الإيراني في العراق، الذين بدأوا يعلنون انسحابهم من محور طهران، مع ازدياد ضغوط واشنطن وعزمها على إنهاء الإرهاب الإيراني.
https://www.facebook.com/100011524507125/videos/796587747402035/?t=4