حمض كبريتيك شبوة
صالح علي بامقيشم
الاجتياح السافر للمليشيات الإخوانية لمحافظة شبوة ووقوعها في براثن جماعة لاتعترف بالمجتمع اولا ولاتقيم وزنا للحقوق الأساسية للإنسان بدءا من الحق في الحياة والوجود إلى حرية الرأي والتعبير قد يكون هو السبب في أن تستيقظ شبوة وتزيح الغشاوة عن عينيها لترى نفسها في المرآة العاكسة .
سترى أن الصورة المتخيلة الجامحة قد تغيرت عن مشروع الفضيلة وفعل الخير وعاصفة الصلوات الزائفة وهي صورة كانت تحلق في السماء وتدغدغ مشاعر البسطاء ..إذ هبطت تلك الصورة الذهنية وانصهرت تحت لهب التجربة والواقع وسالت منها كل مساحيق وبودرة الخداع لتظهر نفس ملامح الماضي مشفوعة بلاصق ” اسلامي ” ..ونفس التجارب التعيسة ولكن بلحية ومسبحة وشعارات دينية صاخبة .
إن هجرتهم الى تركيا وليس إلى يثرب تعبير مكثف عن الرغبة في الانسلاخ من الجسم الوطني لقزامته في نفوسهم وقد نشاؤا فيه بشكل مسرطن وغير طبيعي وصورته الأخرى تأتي عبر الهجرة في التاريخ والتي تعني الهروب الى الماضي وحشو الرؤوس بمميزات الآخرة و نجاعتها في حل مجمل القضايا والازمات
تبقى التجربة التنموية وتعيين العناصر التابعة لهم في مؤسسات الدولة دليلا راسخا على أن مانردده حول تدهور التعليم ومخرجاته يجد طريقا للبرهنة المباشرة على صحته ومصداقيته حيث تشهد المؤسسات اخونة فاضحة تجعل مفاصل السلطة بايديهم في ظل تنمية عمودية وليست أفقية تربي ثعابين الحدائق السمينة وتحرسها وهاهو يجرون المجتمع الشبواني ليسير على عكاز الى الخلف .
كل مايحدث يؤكد أن شبوة اكبر منهم واكثر تنوعا ورشاقة وحيوية واتساعا وتستطيع اذابة تنمرهم واجندتهم المستوردة في حمض كبريتيك التنوع الاجتماعي والوطني والثقافي والسياسي والدليل أنهم يفقدون من رصيدهم ولايربحون
صالح علي بامقيشم