البحسني: حضرموت لا تُفاجَأ بل تُفاجِئ.. والحسم السريع خيارها الدائم في مواجهة الإرهاب

النقابي الجنوبي/ خاص
أكد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، أن حضرموت شكّلت ولا تزال نموذجًا راسخًا في معادلة الأمن والحسم، مشددًا على أن المحافظة أثبتت عبر التجربة أنها «لا تُفاجَأ، بل تُفاجِئ»، وأنها «أرض لا تحتضن الإرهاب، ولا تسمح له أن يتجذر أو يعيد إنتاج نفسه».
وقال البحسني، في مقال تحليلي تناول مسار المواجهة الأمنية في حضرموت، إن عملية تحرير ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة كانت «عملية خاطفة لم تتجاوز أربعًا وعشرين ساعة»، موضحًا أن ما تحقق آنذاك لم يكن نتيجة ظرف طارئ، بل ثمرة إعداد عميق ووعي دقيق بطبيعة الميدان والعدو، حيث «أُديرت المعركة بعقل القادة، وحُسمت بعزيمة الرجال، وسُجلت في التاريخ كنموذج لنجاح الأمن حين يستند إلى إجماع شعبي وثقة متبادلة».
وأشار إلى أن تلاحم أبناء حضرموت مع قوات النخبة الحضرمية لم يكن «شعارًا عاطفيًا، بل موقفًا عمليًا تُرجم على الأرض»، مؤكدًا أن هذا التلاحم هو أساس أي انتصار حقيقي، لافتًا إلى أن «النجاح لا يُصنع بالصخب، بل بالعمل، ولا يتحقق بالشعارات، بل بالتضحية والوعي».
وفي استحضاره للمرحلة الراهنة، أعلن البحسني أن «وادي حضرموت يُعلن تحرره من قوى الإرهاب، ومن العناصر المتخابرة معها، ومن فلول داعش، على يد القوات الجنوبية»، موضحًا أن معركة التحرير الجديدة كانت بدورها «خاطفة، امتدت من الصباح حتى الظهيرة»، وتحررت خلالها مدن الوادي تباعًا في مشهد جسّد الانضباط العالي وحسن القيادة.
وأكد أن هذا الإنجاز تحقق بفضل العمل المشترك، حيث كانت «القوات الجنوبية جنبًا إلى جنب مع إخوتها في قوات النخبة الحضرمية، بتنسيقٍ عالٍ وعملٍ مشترك اتسم بالكفاءة والمسؤولية»، مشددًا على أن «توحيد الجهود وتكامل الأدوار هو الطريق الأقصر نحو الحسم والاستقرار».
وأشاد البحسني بالدور المحوري للتحالف العربي، موضحًا أن النجاحات التي تحققت «لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة دعمٍ استراتيجي غير محدود من قيادة قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، وهو دعم أسهم – بحسب تعبيره – في «بناء القدرات، ورفع الجاهزية، وتحقيق التفوق الميداني في معارك مصيرية ضد الإرهاب».
ووجّه تحية خاصة لأبطال القوات الجنوبية والنخبة الحضرمية، قائلًا: «كل التحية لهؤلاء الأبطال الشجعان الذين اجتاحوا دفاعات العدو بثبات وشجاعة وفي أسرع وقت ممكن»، مترحمًا على الشهداء الذين «قدّموا أرواحهم فداءً للأرض والكرامة، وكتبوا بدمائهم فصول النصر، وتركوا للتاريخ شهادة لا تُمحى»، ومتمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.
وختم البحسني بالتأكيد على أن حضرموت اليوم تقف أمام مسؤولية وطنية متجددة، تتمثل في «التصدي لأي أعمال تخريبية أو إرهابية، سواء كانت من قوى متطرفة أو أطراف متعاطفة مع الإرهاب، وترسيخ الأمن والسهر على الاستقرار ساحلًا وواديًا»، مجددًا التأكيد على أن حضرموت «لا تبحث عن الفوضى، ولا تُغريها المغامرات، لكنها حين تُفرض عليها المواجهة، تختار الحسم السريع، والعقل الهادئ، واليد القوية… وهكذا كانت، وهكذا ستبقى».