مقال ساخر: “الوحدة أو الموت.. لكن موتكم أنتم!”

كتب / رائد عفيف
يقولون لنا دائمًا: “نحن نعترف بعدالة قضيتكم، ونعرف أن شعب الجنوب مظلوم، وحقكم محفوظ…”
لكن ما إن نطالب بحقنا حتى يبدأ سيل الشتائم والتهديدات:
– “يا هنود، يا صومال، يا دخلاء، يا انفصاليين، يا ممزقي الوطن…”
– وإذا تكلمنا أكثر: “والله نذبحكم، نطردكم، نرميكم البحر.”
ثم يرفعون شعارهم المقدس: “الوحدة أو الموت.”
لكن أي وحدة هذه التي لا تعيش إلا بالتهديد؟ أي وحدة تحتاج إلى سيف على الرقبة وبحر مفتوح للرمي؟
الحقيقة أن هذه ليست وحدة وطن، بل وحدة مقبرة. ليست وحدة شعب، بل وحدة بالقوة والإكراه.
ولأنهم يتناسون التاريخ، فلنذكّرهم:
– الجنوب عاش تحت الاستعمار البريطاني 129 سنة، وجاء البريطانيون بالهنود ليعملوا في البنوك والإدارة.
– أما الشمال، فالقائمة طويلة: 400 سنة استعمار حبشي، ألف سنة استعمار فارسي، 600 سنة استعمار تركي… يعني حوالي 2000 سنة من الاحتلالات المتعاقبة.
وآخر من يحق له أن يزايد علينا اليوم هم أنتم… يا أشباه الخميني.
المضحك أن من يرفع شعار “الوحدة أو الموت” لا يعرف غير خيارين: وحدة بالقوة، أو موت بالإكراه.
وكأن الجنوب مجرد ضيف ثقيل يجب التخلص منه إن لم يصفق للوحدة المقدسة.
القضية الجنوبية ليست نكتة ولا شعار فارغ. إنها حق شعب، وتاريخ طويل، ودماء سالت منذ عقود.
أما أن تختزلوها في معادلة “الوحدة أو البحر”، فهذه ليست سياسة… هذه مسرحية عبثية عنوانها: “الوحدة أو الموت… لكن موتكم أنتم!”