الإنـتـقـالـي يـجـب ما قبلـه

مسواط المرشدي
حديثنا هنا عن إعادة مجد لدولة جنوبية ولا نتكلم عن تمجيد محافظة بعينها أو شخصٍ ما أو غيره
دولة يراهن أعداؤها ويشتغلون ليل نهار دون كلل على شتات الجنوبيين فلا نعطيهم الفرصة لذلك ، لأننا كلما حققنا نجاحاً تزيد وتيرتهم المضادة لهذا النجاح
أرتقوا وترفعوا ياقوم عن صغائر الأمور التي تتداولونها فيما بينكم كالرسائل الصوتية أو المنشورات التي تنتقد الوضع في الجنوب وبدون شك إن هذا ناتج عن وطنية عند البعض لكن هذا ليس وقته الآن يجب أن نعي أن الجنوب في وضع حرج جداً ويتطلب تكاتف كل الجهود والعقول حتى إذا وصلنا لبرّ الأمان حينها الذي بنفسه شئ يتفضل يصرّح ويفضفض به ، لانه لا يعقل أن أطلب تصليح أو ترميم باب بيتي وأنا أصلاً لا أملك بيتاً
أبني بيتك أولاً ثم أنظر لاحقاً ماذا يحتاج لترميمه وتصليحه
فالإنتقادات لن تأتي بمردودها في هذه المرحلة ولا بثمارها لأن هناك هدف أسمى يدعى (الوطن) علينا أن نشغل انفسنا به ونبذل جهدنا لإسترداده ولاننشغل بغيره من تفاهات الأمور
فاعداؤنا يتربصون لكل شاردة وواردة ليستفيدوا منها حتى وإن كانت تافهة فيحرصوا على تهويل تلك التفاهات من ثم توظيفها بأثر عكسي علينا
بالتالي دعونا نبني وطننا دعونا نبني بلادنا أولاً طالما والفرصة متاحة وبأيدينا لان الفرص لا تتوفر دائماً وبعدها تفضل وهات ماعندك من مقترحات وإنتقادات إيجابية فبالإنتقاد تحيا البلاد
هناك من الجنوبيين ربما يكونوا أخطر من العدو نفسه ، مجرد كلمة يقولها من باب الإنتقاد فجأة تلك الكلمة يستغلها غيره ويصيّرها إلى جملة ثم منشور ضد البلاد والعباد وهولاء الجنوبيين على نوعين :
النوع الأول : ينتقد وبحُسن نـيّة ولايقصد الإساءة للوطن وهو الأضرّ
والنوع الثاني : يعلم ويقصد الإساءة للوطن ومن باب الإنتقاد أيضاً لكن ضرره محدود
وأنا هنا أخاطب النوع الأول فهو يتكلم بنيّة صافية وبكل صدق من باب الإنتقاد وأصنفه بالأضرّ لأنه معروف عنه بالوطنيه بالتالي كل كلمة تخرج عنه ستكون مسموعة ولأنها كذلك فهي تعتبر مادة دسمة للمتأولين ، نسأل الله أن يمنحه الصبر والتأني
اما النوع الثاني فلا ضرر كبير منه لأن الصدق والوطنية غير متوفرة لديه وكل من حوله على علم بأنه صاحب مصلحة وقتية ماتلبث أن تزول بزوال السبب ، لذلك لن يتسبب بضرر كبير وبالتالي كلامه مهزوز لايُعتبر مادة دسمه للغير ، نسأل الله له الهداية ليعود لصفوف أخوانه في الوطن
إن الجميع يعلم ماعانيناه في الجنوب طوال سنين خلت ولازالت ، وماذا تطلب حتى نصل لهذه المرحلة من النصر والنجاح الذي مكننا من السيطرة على كامل أراضي الجنوب بفضل الله من ثم حنكة قيادتنا الحكيمة الرشيدة ممثلة بفخامة الرئيس عيدروس الزُبيدي ، في الوقت نفسه هناك من كان يساورهم الشك في أننا سنتجاوز تلك الصعاب التي كانت تأتينا من كل حدب وصوب ولكننا نجحنا والحمدللّه ولا يُقاس هذا النجاح إلا بما تم إنجازه وبما تم مواجهته من معارضة بشجاعة قيادتنا التي حافظت بها على نضالها في وجه الصعاب الساحقة ، ولطالما واجهت العقول العظيمة معارضة عنيفة من العقول المتواضعة ..
نعم تجاوزناها ووصلنا الى ماوصلنا إليه ، والمشوار لم ينتهي بعد ولازلنا في مرحلة خطيرة تتطلب تكاتف وتآزر كل الجنوبيين خلف قيادتهم بالمجلس الإنتقالي الجنوبي لذا على الكل أن يثبت ويصبر
( الإنتقالي يجب ما قبله ) جملة على القلة القليلة من إخوتنا في الجنوب أن يفهموها جيداً ويستفيدوا منها فلازال هناك متسع لتنضموا لإخوانكم الجنوبيين والإلتفاف حول ممثلهم وممثلكم الشرعي والوحيد المجلس الانتقالي الجنوبي ولن يُساءل أحداً عما سلف ، فعندما تجتمع السواعد وتتآلف القلوب تُبنى الاوطان وتخف المحن ، أي معارضة يجب أن تُجمّد وأي إنتقاد يجب أن يؤجّل حتى نصل لبر الأمان وينتهي الخطر لأن خيانة الوطن ليست وجهة نظر
هناك دول لها حجمها ترى أن مصلحتها تفرض عليها تحسين علاقتها بالمجلس الإنتقالي الجنوبي ، وأنت يالمواطن المغرر بك ولمصلحتك يتودد إليك الإنتقالي فتتمرد ، أي عقلية هذه
أنتهزوا الفرصة حتى تصبحوا أصحاب حق لتشاركونا الفرحة بالنصر الأخير المؤزر والذي أصبح قاب قوسين او أدنى كي تنعموا ومن بمعيتكم بظل وطنكم الجنوبي العربي ولاتتقاعسوا أو تترددوا حتى لاتندموا حين لاينفع الندم ودعوا عنكم العصبيات المقيتة المدمرة للأوطان ، والمصالح الضيقة الزائلة التي لن ينكوي بنارها الا أنتم ، ياما قلتم زيفاً وتقولتم وياما كتبتم بهتاناً ونشرتم بكل مايُسئ للوطن فهل حققتم شيئاً ، النتيجة ترونها اليوم تقدم ونجاح منقطع النظير ولم يتأثر من أي حرف سطرتموه
إنها إرادة ومصير شعب وإرادة الشعوب لا يستطيع إيقافها كائن من يكون ، فكيف أن من كانوا ضد هذه الإرادة مجرد حفنة من خونة جبناء إنتهازيين أضلوكم ولم يستطيعوا حتى نصر أنفسهم …