أصيل هاشم: القرار أصبح واضحاً والإرادة أصبحت واحدة.. الجنوب يمضي بثقة

 

اصيل هاشم

في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، ينهض شعب الجنوب بصوتٍ واحد ليؤكد أن إرادته لم تعد قابلة للتأجيل ولا للتجاهل.

ما يجري اليوم في الساحات ليس مجرد حراك عابر، بل هو تعبير حيّ عن وعيٍ جمعيّ تشكّل عبر عقود من التجربة والمعاناة والصبر.

إن الشراكات المستقبلية التي يطمح إليها الجنوبيون مع دول الخليج والعالم العربي ليست شعارات، بل رؤية واضحة لدولة تريد أن تكون عنصر استقرار وتنمية، لا عبئاً على أحد ولا ساحة صراع لقوى الآخرين. دولة تحمي مواطنيها، وتفتح أبواب التعاون الاقتصادي والأمني والثقافي مع محيطها الطبيعي.

شعب الجنوب لا يناضل من أجل منصب أو نفوذ، بل من أجل كيانٍ وهويّةٍ وحقٍّ تاريخي كان قائماً ومُعترفاً به دولياً. نضاله اليوم امتدادٌ لإرادة أجدادٍ حملوا راية الكرامة ولم ينكسروا، وإحياءٌ لوعيٍ لم تستطع السنوات أن تطفئه.

إلى المجتمع الدولي: دعمكم لحق الشعوب في تقرير مصيره ليس مجاملة سياسية، بل مسؤولية أخلاقية. وإلى القيادة الجنوبية: هذه لحظة تاريخية ستُكتب في سجل الأجيال، والوفاء للإرادة الشعبية هو الامتحان الحقيقي للقيادة.

أما صور الشهداء والجرحى ووجوه المتعبين التي يحملها الجنوبيون معهم أينما ذهبوا، فهي ليست ذكرى ألم، بل شهادة على ثباتٍ لا يلين، وعلى أملٍ يتقد رغم كل شيء.

تلك التضحيات هي التي صنعت هذا الوعي الجمعي، وهي التي تدفع الخطى اليوم نحو مستقبلٍ أكثر عدلاً واستقراراً.

القرار أصبح واضحاً، والإرادة أصبحت واحدة: الجنوب يمضي بثقة نحو حقه المشروع، وشعبه يعيد كتابة خريطته بيده، بإصرار لا يتراجع وإيمان لا يهتز