الالتفاف الجماهيري الجنوبي أسناداً لقرار الحسم نحو استعادة الدولة الجنوبية

كتب/ د. مساعد الحريري
إن الالتفاف الجماهيري الواسع لأبناء الجنوب حول قواتهم المسلحة الجنوبية وأجهزتهم الأمنية، والاصطفاف خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، لم يعد مجرد موقف وطني عابر، بل أصبح القرار الحاسم لتفويض إعلان استعادة الدولة الجنوبية على حدود ما قبل عام 1990م.
إن هذا الالتفاف الشعبي العظيم هو التعبير الصادق عن إرادة أمة قررت أن تنهض، وأن تعيد لتاريخها هيبته، ولأرضها سيادتها، ولشعبها كرامته.
آن الأوان أن تصل الرسالة واضحة وقوية إلى دول التحالف العربي والرباعية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة:
احترموا الإرادة الجنوبية.
فاستعادة الجنوب لعضويته في الأمم المتحدة ليست أمنية، بل حق قانوني وتاريخي، لأن الجنوب العربي تسلّم مقعده رسميًا في 14 ديسمبر 1967م، قبل أن تجهض وحدة 1990م مبكرًا بفعل القوى والأحزاب الشمالية التي أعلنت الحرب على الجنوب واجتاحت أرضه وإنسانه في صيف 1994م، فسقطت الوحدة عمليًا منذ ذلك اليوم ولم يعد لها وجود إلا على الورق.
واليوم — ولله الحمد — استطاع أبناء الجنوب بدمائهم وتضحياتهم وإرادتهم أن يفرضوا سيطرتهم على كامل الأرض الجنوبية، محافظين على أمنها واستقرارها، وطاردين الإرهاب والمليشيات وكل أدوات العبث.
ومن هنا ندعو كل القوى الجنوبية والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى المشاركة الواسعة في المسيرات والاعتصامات التي دعت لها المجالس الانتقالية المحلية في عموم المحافظات، دعمًا وإسنادًا للقوات المسلحة الجنوبية، وللحفاظ على هذه الانتصارات التاريخية التي انتظرها شعبنا عقودًا طويلة.
فالجنوب يتسع للجميع، وباب الحوار مفتوح، والمرحلة تتطلب رصّ الصفوف وتوحيد الكلمة وتقديم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إنها لحظة تاريخية فارقة… ولحظة رفع الصوت عاليًا:
نحن هنا… وهذا وطننا… وهذه دولتنا التي تعود اليوم بإرادة شعبها.
المجد والخلود للشهداء،
الشفاء العاجل للجرحى،
والنصر للجنوب وشعبه من المهرة إلى باب المندب