من الضالع إلى حضرموت.. شهداء الكرامة يرسمون بدمائهم خارطة الجنوب الحر”

علي أبو شلال الجحافي
في معركة الشرف التي يخوضها أبناء الجنوب لتطهير أرضهم من بقايا الاحتلال وقوى الظلام، ارتقى البطلان عبدالرزاق عويجة وياسر صالح الحاج، من أبناء محافظة الضالع، شهداءً وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة على تراب حضرموت.
الشهيدان لم يكونا مجرد مقاتلين في ساحة المعركة، بل كانا رمزين للتضحية والولاء، خرجا من جبال الضالع العزيزة حاملين السلاح والحق، ليخوضوا معركة المصير دفاعًا عن كرامة الجنوب وهويته، ويقدما أرواحهما فداءً للأرض والشعب.
عبدالرزاق عويجة، ابن مدينة الضالع، ارتقى وهو يتقدم الصفوف بثبات وإيمان، مقبلاً غير مدبر، حاملاً روحه على كفه في سبيل وطنه، ليروي بدمائه الزكية تراب حضرموت الطاهرة، ويؤكد أن الجنوب جسد واحد لا تنفصل أطرافه.
أما الشهيد ياسر الحاج، ابن قرية السيلة الردوع، فكان أحد صقور الميدان الذين لم يتراجعوا أمام نيران الغدر، بل واجهوا الموت بقلوب مؤمنة، وعيون لا ترى إلا النصر أو الشهادة.
إن الجنوب وهو يودّع أبطاله اليوم، لا يبكيهم ضعفًا، بل يرفعهم على هامات المجد، ويصوغ من دمائهم عهدًا جديدًا عنوانه: “الكرامة لا تُهدى، والسيادة لا تُستعطى، بل تُنتزع بتضحيات الأبطال.”
المجد والخلود للشهداء..
الشفاء للجرحى..
والنصر للجنوب الأبي.