“الرئيس الزُبيدي يفي بالوعد وعملية ‘المستقبل الواعد’ تعيد حضرموت الى الجنوب العربي”

عبدالفتاح السقلدي
حضرموت اليوم تقف شامخة في قلب الجنوب العربي كأحد أعظم شواهد النصر التي صنعها أبناء الأرض بإرادتهم، وقوات الجنوب العربي بصلابتهم، وقيادتهم السياسية بثبات مشروعها الوطني التحرري. لم يكن انتصار حضرموت حدثًا عابرًا، بل كان لحظة فاصلة أنهت سنوات من المعاناة والقلق، وأكدت أن أهل حضرموت أصبحوا قادرين على إدارة شؤون أرضهم وحماية إرادتهم، بعد أن كان النفوذ الخارجي والفوضى يفرضان السيطرة لسنوات طويلة.
لقد ظلت حضرموت لسنوات طويلة ساحة تتقاطع فيها تهديدات الإرهاب، ومحاولات الحوثي للتسلل عبر خلاياه، وهيمنة قوى الإخوان التي فرضت واقعًا مختلًا على أهل الوادي والصحراء. هذا التعقيد صنع حاجة ملحّة إلى تدخل يعيد التوازن، ويعيد السلطة إلى أهلها، ويحرر القرار من القيود المفروضة عليه. وعندما تقدمت قوات الجنوب العربي إلى حضرموت، كانت تلك اللحظة التي تحوّل فيها الانتظار إلى فعل، والمعاناة إلى انتصار.
دخلت القوات الجنوبية حضرموت بثقة لا تتردد، وحنكة قتالية أثبتت قدراتها، فحسمت المعركة بسرعة، وأسقطت مراكز النفوذ التي ظلّت تتحكم بمصير الناس بعيدًا عن إرادتهم. كان دخول القوات الجنوبية أشبه بعودة الروح للأرض، فقد خرج الأهالي لاستقبالهم بفرح حقيقي، مؤكدين أن سيادتهم عادت، وأن حضرموت استردت أمنها وكرامتها.
بهذا الانتصار، أثبتت قوات الجنوب العربي أنها ليست مجرد قوة عسكرية، بل مشروع وطني متكامل قادر على مواجهة الإرهاب، ردع الحوثي، وإسقاط أي نفوذ يهدف لتعطيل إرادة أبناء حضرموت. كما برهنت القيادة الجنوبية، وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، أن المشروع الوطني التحرري ليس شعارًا، بل مسارًا يُترجم بالعمل، بدءًا ببناء الجيش الجنوبي العربي، وصولًا إلى تحرير الأرض وترسيخ حضور الدولة في وجدان الناس.
إن انتصار حضرموت هو إعلان واضح بأن الجنوب العربي يمتلك القدرة على حماية نفسه، وأن مشروعه الوطني يمضي بثبات نحو مستقبل أكثر أمنًا وعدلًا واستقرارًا. لقد استعادت حضرموت مكانتها، وارتفعت معها ثقة شعب الجنوب العربي بقوته ووحدته، ليبقى هذا النصر محطة مفصلية في تاريخ الجنوب العربي الحديث، يُرفع له القبعات، وتُكتب له الصفحات، ويبقى في الذاكرة عنوانًا للعزة والسيادة والانتصار.