إعادة تموضع القوات الجنوبية في حضرموت…طريقٌ نحو استكمال مشروع الدولة الجنوبية

دكتور/مساعد الحريري
طلائع القوات الجنوبية المسلحة تصل حضرموت في إطار إعادة تموضع انتشارها، وفقاً لاتفاقية الرياض، وبإشراف مباشر من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
إن هذا التحرك المنظم ليس عملاً ارتجالياً ولا خطوة عابرة، بل هو جزء من مسار وطني مدروس يهدف إلى تعزيز الأمن، وترتيب الوضع العسكري، وتحقيق توازن واستقرار ينسجم مع متطلبات المرحلة ومتغيراتها.
إننا في هذه اللحظات الحساسة نأمل من الجميع ــ قبائلَ، ومكوناتٍ، وناشطين، وأبناءَ حضرموت خاصة والجنوب عامة ــ التحلّي بالمسؤولية، وعدم شيطنة الفرصة التاريخية التي تتشكل أمامنا. كما ندعو إلى عدم الالتفات إلى حملات بث الشائعات أو محاولات التحريض التي قد يسعى البعض من خلالها لإحداث احتكاك أو اضطراب بين القوات المنسحبة من المنطقة العسكرية الأولى والقوات الجنوبية التي تعيد انتشارها بترتيب واضح وتوجيهات دقيقة.
الحكمة مطلوبة، والوعي ضرورة، ووحدة الصف اليوم هي أقصر الطرق لحماية حضرموت وتعزيز الأمن دون أي صدام أو توتر.
لقد قلنا مراراً إن قرار الحسم لا رجعة فيه، وإن مشروع استعادة الدولة الجنوبية ليس شعاراً سياسياً، بل عهدٌ ارتبط بتضحيات رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه. الدولة الجنوبية اليوم ليست فكرة، بل كيان يتشكل على الأرض خطوة بعد خطوة، وعند استكمال تحرير حضرموت والمهرة ومكيراس، والسيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة وفرض مؤسسات النظام والقانون، تكتمل بذلك الهيكلة الجنوبية التي وعد بها القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وأطلقها عهداً للرجال الصادقين.
إن دماء شهدائنا الجنوبيين ليست محلاً للمساومة، ولا ثمناً لأي تسوية منقوصة.
ثمنها الوحيد هو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، دولة تحمي شعبها، وتثبت أمنها، وتعيد الاعتبار لتضحيات أبطالها، وتمضي بثبات نحو مستقبل يليق بالجنوب وأهله.
فلنمضِ جميعاً بثقة، فمسار الحق قد بدأ، وإرادة الجنوب لن تُكسر، والحسم قادم بإذن الله مهما حاولت القوى الواهمة عرقلته