بعد السقوط السياسي .. ( سقوط قبلي لأبن حبريش ) 

 

زيد بن يافع

يوم أمس خرج قائد عسكري تابع لبن حبريش مسيئاً ليافع والضالع كقبائل ، محمّلًا إيّاهم وزراً لا علاقة لهم به .. قلنا ربما جاهلٌ خارج نطاق العقل .. لكن أن يخرج اليوم الشيخ بن حبريش ، الذي يقدّم نفسه رئيساً لحلف قبائل حضرموت ، ليصف قبائل يافع والضالع بالغزاة ، فهذا سقوطٌ أخلاقي قبَلي قبل أن يكون سقوطاً سياسياً ..

ومنذ بداية مشاكله لم نكتب حرفاً واحداً ، واعتبرناها شأناً حضرمياً خالصاً ، ولكن عندما تطال الإساءة والتشويه قبائلنا ، فلنا حق الرد والتوضيح ..

حين ترى الحقد يتفجر اليوم من صدورهم ، وحين تُحرّف القضية وتُزوّر الحقائق ، فهل يُطلب منا أن نسكت ..؟ هل يُنتظر أن نغمض أعيننا عن الأكاذيب ..؟

في قناة كبرى يخرج بن حبريش ، بكل بجاحة ليقول إن حضرموت تتعرض لغزو مسلّح من قبائل يافع والضالع ! دون احترام لروابط الدم ، ودون اعتبار للعهود والمواثيق ، ودون أدنى تقدير للتاريخ العريق الذي يجمعنا بحضرموت منذ الازل ..

الجميع يعلم ، حتى من يروّج لهذه الدعايات ، أن القوات التي ذهبت إلى حضرموت هي قوات عسكرية شرعية ، تعمل تحت إطار الدولة ومؤسساتها ، لا وفود قبائل ولا حشود ثأرية ولا جموع غزو .. فبأي حق تُلبس القبائل تهمة لا علاقة لها بها ..؟ وبأي منطق تُصوَّر الإجراءات العسكرية الرسمية على أنها غزو قبلي ..؟

هذا مساس في سمعة القبائل ، ومحاولة جرّها إلى مربع الفتنة ، سقوط أخلاقي قبل أن يكون سقوطاً سياسيّاً ..

هذا الرجل لم يتمرد على الدولة فحسب ، بل تمرد على الشرائع القبلية ، وعلى الأصول المتوارثة ، وعلى شرف الخصومة الذي اشتهرت به قبائل العرب .. خرج عن كل قيمة نبيلة ، وتجاوز كل خط أحمر ، وتحدث باسم حضرموت وهو لا يمثلها ، ولا يمثل قبائلها الأصيلة التي نحفظ لها كل الود والاحترام ، بل يمثل نفسه ومن اختاروا هذا الدرب معه ..

المشكلة أننا عندما نرد على هذه الافتراءات التي طالت قبائلنا ، يخرج لنا من يقول : هذا تدخل في الشأن الحضرمي ..

وكأن الإساءة ليافع والضالع ليست تدخلاً ! وكأن الطعن في القبائل الأخرى شأن حضرمي داخلي ! يريدون حرية الطعن ، ويمنعون حرية الرد .. يريدون تشويه الصورة ، ويرفضون تصحيح الحقيقة ..

نرد اليوم  لأننا لا نبحث عن خصومة ، بل لأن الكرامة والسمعة لا تُترك للمساومة ، ولأننا نقدّر حضرموت أكثر من أن نسمح لأحد بتزويرها أو استخدامها غطاءً للعداوات ..

وستظل القبائل الأصيلة في حضرموت ويافع والضالع ، مهما حدث ، أكبر من كل هذا الضجيج .. يجمعها تاريخ أشرف من هؤلاء الذين يحاولون اليوم صناعة هوة بين أبناء الجنوب ..

والله المستعان ..