اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

الجنوب يحتفل… والعهد يتجدد

دكتور/مساعد الحريري

احتفل شعبنا الجنوبي العربي اليوم بالذكرى الـ58 للاستقلال الأول، في محطة وطنية تُجسّد مرحلة جديدة من الحسم والتأكيد على المضي بثبات نحو استعادة الدولة الجنوبية بحدود ما قبل عام 1990م. تأتي هذه المناسبة التاريخية لتعيد في وجدان كل جنوبي روح النضال الأول، ولتؤكد أن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما طال الزمن أو تعاقبت الظروف.

كما شهدت صباح اليوم الاحد الموافق ٣٠نوفمبر ٢٠٢٥م ، ساحة العروض في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن عرضًا عسكريًا هو الأكبر منذ عقود، شاركت فيه وحدات القوات المسلحة الجنوبية التي أثبتت جاهزيتها، وانضباطها، وولاءها الوطني. وقد حضر هذا الاستعراض التاريخي الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وإلى جانبه عدد من الوزراء والمسؤولين الجنوبيين، ليثبتوا للعالم أن الجنوب يمتلك قيادة موحدة وشعباً ثابتاً وجيشاً راسخاً.

ولم يكن هذا العرض العسكري مجرد فعالية احتفالية، بل رسالة سياسية واضحة. فهذه الساحة التي كانت خلال سنوات الحكم العفاشي رمزاً للقمع وموقعاً للاعتقالات ومصادرة صوت الجنوبيين الذين كانوا يتجمعون فيها لإحياء مناسباتهم الوطنية… عادت اليوم لتكون ساحة للكرامة والإرادة الحرة، ساحة تُعلن من فوق ترابها عودة الجنوب إلى مساره الصحيح، وتُعلن قرار الحسم في استعادة الدولة.

القوات الجنوبية التي شهد العالم استعراضها اليوم هي قوات جنوبية الأرض والهوية، تقع على عاتقها مسؤولية حماية الحدود البرية والبحرية والجوية للجنوب من المهرة شرقاً وحتى باب المندب غرباً، وهي اليوم أكثر جاهزية من أي وقت مضى لحماية الشعب وتأمين أرضه.

وفي الوقت نفسه، يشهد وادي حضرموت—وتحديداً مدينة سيؤون—حشداً جماهيرياً غير مسبوق بحضور الرئيس وقادة الجنوب، في مشهد يحمل رسالة مزدوجة للداخل والخارج مفادها أن مشروع الدولة الجنوبية أصبح اليوم أقرب من أي وقت مضى، وأن الجماهير تفوض قيادتها لإعلان الاستحقاق الوطني التاريخي.

هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة عابرة، بل عهدٌ جديد يتجدد مع دماء الشهداء وتضحيات الأبطال، ومع التفاف الشعب حول مشروعه الوطني العادل. الجنوب اليوم أكثر قوة، أكثر وحدة، وأكثر إصراراً على استعادة دولته وبناء مستقبله.

المجد للجنوب… والخلود لشهدائه… والنصر لقضيته العادلة، وكل عام والجميع بخير ومن نصراً الى نصر .

زر الذهاب إلى الأعلى