اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

ثلاثة كتبوا تاريخهم بأحرف جنوبية عريقة

نزيه مرياش

أصبحت أساليب الحياة الإجتماعية والمهنية والسياسية متشابهة فيما بينها، كأساليب لعبة أحجار الشطرنج التي تتوزع وظائفها، بين من يمثل قاعدة الشطرنج ومن يمثل أحجار الشطرنج، ومن يمثل أنامل من يحرك هذة الأحجار، وأهمهم العقل الذي يدير اللعبة الشطرنجية بالكامل .
ولكن ما يجهلة الأغلبية أن الأهم مما سبق هو المراقب، الذي يراقب العقل والأحجار والأنامل والقاعدة الشطرنجية، ليترصد أخطائهم وأهدافهم ونواياهم وتحركاتهم المشبوهة، لينسج ردة فعل يصفع ويعري بها ادوات لعبة الشطرنج للرباعية الدولية، ممثلة بأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات الذين هم المسؤولين عن الملف اليمني .

هذا المراقب الذي أكتملت ملامحة حين رأيت صورة تجمع كلاً من الرئيس عيدروس الزبيدي ورئيس الوزراء سالم بن بريك، اللذان قسما فيما بينهما الأدوار السياسية والمهام الإقتصادية، لإنتشال وضع المناطق المحررة من عرش الركود السياسي والأقتصادي الذي تقوقع عليه رشاد العليمي .
فالرئيس عيدروس الزبيدي الوحيد من أعضاء المجلس الرئاسي الذي أستغل أخطاء رشاد العليمي ( عبر التعينات الفردية والأهم عبر تقرير الفساد الذي أعده بن مبارك رئيس الوزراء السابق حفظه الله )، لينتفض ويخطو خطوات إرتجالية الممثلة بإصدار قرارات تعين إنفرادية للمجلس الأنتقالي، التي بها فرض عيدروس الزبيدي ليس فقط إيقاف تفرد العليمي بإتخاذ قرارات أحادية تخدم مصالحه وفساده، بل ايضاً إنهاء عشق العليمي لحالة الشلل الركودية الذي أصاب به بروتوكولات المجلس الرئاسي . فرغم أن طارق قبل أشهر صرخ في وجه تفرد العليمي بالقرارات ولكنه فشل في التغير، لعدم أمتلاكه مايملكه الزبيدي من أوراق ضغط تميزه عن بقية أعضاء المجلس الرئاسي، منها سيطرته على العاصمة عدن و التشمير بسيف الإدارة الذاتية والإنفصال .
ولكن أهم ثمار الخطوات الإرتجالية هي ليس فقط فرض الموافقة لجميع أعضاء المجلس، بل أيضاً أقتناع الرباعية الدولية بإعطاء رئيس الوزراء سالم بن بريك الثقة والصلاحيات الكاملة، لتنفيذ المهام الإقتصادية التي تنتزع الفساد من جسد الشراكة وإجبار توريد إيرادات كل المناطق المحررة إلى البنك المركزي دون إستثناء .
فبالامس القريب تتغنى على مسامعنا سمفونيات إخبارية مفرحة يعزفها رئيس الوزراء الذي نسج تحركات دبلوماسية وتنموية ممثلةً : –
● شراكة يمنية سعودية استراتيجية
● العلاقات اليمنية الإماراتية
● التعاون اليمني التركي
● العلاقات اليمنية الصينية
● دعم دولي لخطة التعافي الإقتصادي من سفراء الدول الخمس”.
وهذه الأيام تُسلط جميع الصحف ليس فقط عن موافقة أعضاء المجلس الرئاسي على إيداع جميع الإيرادات في البنك المركزي، بل أيضاً عن صلاحيات بن بريك الذي فرض نفسه الربان الذي سيقود سفينة المهام الإقتصادية ويرسي بها إلى بر الأمان .
علماً أن ما أُنجز هو الأسهل والأبسط من القادم وهذا الذي يدركه بن بريك، ولكن ” من أستطاع أن ينسج خيوطاً رفيعة، أستطاع أن ينسج خيوطاً سميكة ” ، أو بمعنى آخر، ” من صعد على الدرج الأول، أستطاع أن يصعد على الدرج الأخير ” .

زر الذهاب إلى الأعلى