في ذكرى رحيله… تحية لضيف الجنوب الكبير زايد الذي أحبنا فأحببناه

كتب / رائد عفيف
في ذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نرفع تحيةً من القلب لضيف الجنوب الكبير، الذي زار عدن عام 1976، فاستقبله شعبها بالأعلام والهتاف، وفتح له بوابة الكرامة قبل بوابة المطار. لم تكن زيارته مجرد حدث سياسي، بل لحظة حبٍ شعبيٍ نقي، تُروى كما تُروى البطولات.
وصول القائد… واستقبال السيادة
وصل الشيخ زايد إلى مطار عدن، وكان في استقباله الرئيس سالم ربيع علي، ومعه كبار القادة والوزراء وضباط القوات المسلحة. دوّت المدفعية بـ21 طلقة تحيةً لضيف اليمن الكبير، وعزفت الموسيقى السلامين الوطنيين للإمارات واليمن الديمقراطية، في مشهدٍ يليق بدولتين مستقلتين، وشعبين التقيا على درب المحبة، وتلاقت القلوب قبل أن تتصافح الأيادي.
سيارة مكشوفة… وأعلام ترتفع من القلب
استقل الزعيمان سيارة مكشوفة، وجابا شوارع عدن وسط الجماهير التي احتشدت من المطار إلى مقر الإقامة، تهتف بحياة الشيخ زايد والرئيس سالم ربيع. ارتفعت أعلام الإمارات واليمن الديمقراطية في يد المواطنين، لا بأمرٍ من أحد، بل من شعورٍ صادق بأن هذا القائد يستحق الحب، وأن هذه الزيارة تستحق أن تُخلّد.
زايد… الذي فهم الجنوب قبل أن يفهمه الآخرون
ما سمعته عن تلك الزيارة لم يكن مجرد سردٍ تاريخي، بل كان شهادةً على زمنٍ كانت فيه عدن حاضرةً عربيةً تُحترم، وتُستقبل فيها الوفود باحترامٍ يليق بمكانتها وكرامة شعبها. زيارة الشيخ زايد كانت لحظةً من الضوء، أضاءت ذاكرة الجنوب، وخلّدت مشهدًا من المحبة والوفاء، وتأكيدًا على أن المواقف النبيلة هي التي تصنع التاريخ، وتبني جسور الأخوّة بين الشعوب.
في ذكرى رحيله… نُحيي الوفاء لا الحزن
رحم الله الشيخ زايد… الذي زارنا كقائد، وغادرنا كأبٍ حنون، وترك لنا إرثًا من الحب والاحترام.
وما أجمل أن يبقى الأثر حيًّا… حين تتوارثه القلوب قبل الأسماء.