الجنوب يستحق أكثر… فلنُراجع المسار بشجاعة
كتب / رائد عفيف
نحن أبناء الجنوب، نختلف، ننتقد، نغضب، نعاتب، وقد نبالغ أحيانًا في المدح أو في الهجوم… لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها: سقوط المجلس الانتقالي الجنوبي يعني سقوطنا جميعًا.
هذا المجلس ليس هدية من أحد، بل هو خلاصة سنوات من النضال والدموع والدماء، من المهرة إلى المندب. هو ثمرة وعي شعبي، ونتاج تضحيات لا تُحصى. لذلك، فإن الحفاظ عليه لا يعني التغاضي عن الأخطاء، بل يعني مواجهتها بشجاعة.
النقد اليوم لم يعد ترفًا، بل ضرورة وطنية.
والتصحيح لم يعد خيارًا، بل واجب أخلاقي.
من يحب الجنوب بحق، عليه أن يطالب بتصويب المسار، لا بتزيين العثرات.
المجلس الانتقالي حقنا، نعم.
لكن هذا الحق لا يكتمل إلا بالمحاسبة، ولا يصمد إلا بالشفافية.
فلا أحد فوق النقد، ولا كيان فوق التصحيح.
نحن لا نكتب لنُرضي، ولا ننتقد لنُسقط.
نحن نصرخ لأننا نؤمن أن الجنوب يستحق الأفضل، وأن المجلس يجب أن يكون على قدر الحلم، لا أقل.
وهنا تأتي الحاجة الملحّة:
نريد إعادة مراجعة ترتيب البيت الداخلي للمجلس الانتقالي الجنوبي، بكل جرأة ومسؤولية، لإنقاذ مشروع استعادة الدولة الجنوبية من التآكل أو الانحراف.
ولا يصح أن نُراكم الأخطاء ثم نطالب الناس بالصبر عليها.
فليكن صوتنا واضحًا:
نريد مجلسًا يُصغي، يُراجع، يُصحّح، ويُجدد العهد مع شعبه.
لأننا لا نملك رفاهية السقوط، ولا نحتمل خيبة جديدة.