ملف اغتيال افتهان المشهري.. التفاف على العدالة وتكريم بعد الغياب

النقابي الجنوبي / خاص
أثار أسلوب تعاطي الشرعية اليمنية برئاسة د. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع قضية اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز اليمنية الشهيدة افتهان المشهري، جدلاً واسعاً بعد أن تحولت القضية من جريمة اغتيال تستدعي المحاسبة والشفافية إلى ملف يُدار بالتفاف وإخفاء الحقائق الجوهرية.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن مسار التحقيق اتخذ منحى مثيراً للجدل، عقب قتل الجاني الرئيس مباشرة دون اعتقاله في خطوة وُصفت بأنها محاولة لغلق الملف دون الوصول إلى الجهات ذات النفوذ التي استفادت من تغييب الشهيدة والتي كانت قد واجهت وقطعت مصالح مالية كبيرة من صندوق النظافة عن ذوي النفوذ منذ تسلمها مهامها.
وفي مشهد وُصف بأنه محاولة لإضفاء طابع الوفاء محل المساءلة منح رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليوم الخميس وسام الواجب للشهيدة افتهان المشهري تقديراً لدورها الوطني وإخلاصها في العمل العام مشيرا خلال مراسم التكريم في قصر معاشيق بعدن بجهود الشهيدة قائلاً إن “هذا التكريم شهادة اعتزاز بدورها وبكل من يخدم وطنه بإخلاص وتفانٍ” غير أن مراقبين اعتبروا هذا التكريم إجراءً شكلياً لإغلاق الملف معنوياً، دون ملاحقة الجهات المتورطة أو المقصرين في حمايتها خصوصاً بعد انتشار تسجيل مرئي سابق للشهيدة أفصح عن أسماء وشخصيات كانت بحسب حديثها تعتبر صندوق النظافة مصدر تمويل خاص بعيداً عن الضوابط القانونية.
وتبقى قضية اغتيال افتهان المشهري واحدة من أكثر الملفات غموضاً في تعز وسط مطالب شعبية وحقوقية بضرورة إحقاق العدالة وكشف جميع الأطراف المتورطة حفاظاً على هيبة الدولة وكرامة من أفنت حياتها في خدمة الوطن.