من مهد الثورة.. الرئيس الزُبيدي يزور ردفان ويجدد العهد لشهدائها الأبرار

علي حسن الخريشي
في زيارة تحمل دلالات رمزية عميقة، وصل فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، اليوم الأحد، إلى مديرية ردفان الشمّاء، مهد الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر المجيدة. وتأتي هذه الزيارة لتؤكد على المكانة التاريخية التي تحتلها ردفان في وجدان الجنوبيين، وتجديدًا للعهد بالسير على درب شهدائها الأبرار.
وكان في استقبال الرئيس الزُبيدي لدى وصوله كوكبة من القيادات العسكرية والسياسية، يتقدمهم الأستاذ وضاح نصر الحالمي، رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة لحج، والعميد البطل مختار النوبي، قائد اللواء الخامس دعم وإسناد، إلى جانب عدد من قيادات المجلس الانتقالي والسلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية في المديرية، الذين رحبوا بزيارة الرئيس القائد التي تعكس اهتمامه المباشر بقلعة النضال الجنوبي.
وفور وصوله، توجه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي إلى النصب التذكاري للشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، مفجر ثورة 14 أكتوبر، حيث قام بوضع إكليل من الزهور على ضريحه الطاهر، وعزفت الموسيقى السلام الوطني، وقرأ الفاتحة على روحه وأرواح رفاقه الميامين. وفي لحظة ملؤها الإجلال والوفاء، استحضر الحاضرون التضحية العظيمة التي قدمها الشهيد لبوزة، والتي أضاءت الدرب نحو الحرية والاستقلال.
عقب ذلك، قام فخامة الرئيس بزيارة “منصة الشهداء” بردفان، هذا المعلم الشاهد على تضحيات أبطال استبسلوا في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم. وهناك، ترحم الرئيس على أرواح شهداء ردفان الأبرار وكل شهداء الجنوب، مؤكدًا أن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأن ذكراهم ستبقى خالدة في أنصع صفحات تاريخ الجنوب، ومنارة تهتدي بها الأجيال القادمة.
إن هذه الزيارة لا تمثل مجرد حدث بروتوكولي، بل هي رسالة وفاء من قائد الجنوب لأرض الرجال التي أنجبت الثوار وسقت ترابها بدماء الأبطال. فمن جبال ردفان الشاهقة، انطلق صوت الحرية ليعم أرجاء الجنوب، ومن هنا يتجدد العهد اليوم بأن راية النضال التي رُفعت عاليًا ستبقى خفاقة حتى تحقيق كافة تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة.