اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

إلى أبناء الشمال: اسألوا عيدروس الزُبيدي كيف تُصنع الكرامة في زمن الانكسار؟

 

كتب / رائد عفيف

“من المطاردة إلى القرار… هذه قصة قائد لم يساوم على وطنه”

في زمنٍ تتكاثر فيه الهزائم وتُباع فيه المبادئ، يطلّ من الجنوب وجهٌ لا يشبه الانكسار. رجلٌ حمل مشروعًا سياسيًا وعسكريًا في وقتٍ كانت فيه الأحلام تُقمع قبل أن تُكتب، فصار اليوم عنوانًا للثبات ومرجعًا في فنّ المقاومة.

إن صادفتموه، فاسألوا عن سرّ تلك الإرادة التي لا تنكسر. كيف استطاع أن يؤسس نواة جيشٍ وهو مطارد، بلا دعمٍ ولا غطاء، فقط بإيمانٍ لا يلين.
اسألوه كيف واجه فقدان البيت والأحبّة دون أن يتراجع عن المبدأ، وكيف خطّط لمعارك مفصلية رغم شحّ الذخيرة وضيق الخيارات.
اسألوه كيف أقنع رجاله أن اقتحام القواعد ليس مغامرة، بل استعادة للكرامة، وكيف اكتشف فيهم قوةً تكسر الحديد، لا تُقاس بالعدد بل بالعقيدة.

ثم اسألوه عن محافظته، تلك التي تحوّلت من هدفٍ إلى سدٍّ منيع أمام الأطماع الفارسية.
كيف كانت أول صخرة تتحطم عليها مشاريع التمدد، وكيف سطّر أبناؤها ملاحم بطولية كسرت شوكة الحوثيين على أسوارها، لتكون شرارة الهزائم التي امتدت إلى كل محافظات الجنوب.

وفي الوقت الذي كان فيه هذا القائد يواجه الموت ويخطّ طريق التحرير، كانت قياداتكم تهرب إلى الخارج محمّلة بأموال طائلة، تاركةً لكم الموت والفقر والجوع، وجعلتكم أبواقًا تهاجمون عيدروس الزُبيدي نيابةً عنها، بينما هو يقاتل من أجل أرضكم وكرامتكم.

وفي ختام اللقاء، ذكّروه بما قيل عنه ذات يوم، حين كان مشروعه السياسي يُقابل بالسخرية، ومجلسه يُعتبر وهمًا لا يُكتب له البقاء.
قولوا له: لم نكن نصدق أن من كان مطاردًا سيجلس على كرسي القرار، وأنك ستفرض واقعًا جديدًا فيه الجنوب شريكًا لا تابعًا، وحكومة مناصفة لا هيمنة.

اسمعوا منه كيف أصبح اليوم صاحب الكلمة الفصل في رسم مستقبل الجنوب، وبوابة التحرير، وصوت الأرض التي تنتظر العودة.

زر الذهاب إلى الأعلى