الجحافي يكتب: الضالع تنزف من جديد.. واستشهاد دماج يُعيد للقلوب الصامدة وجع الفقد المتكرر

علي أبو شلال الجحافي

في زمن كثرت فيه الأقنعة، واشتدّت حملات التشويه ضد الضالع ورجالها، ها هي الضالع تردّ بالصوت الأعلى والدم الطاهر، تودّع شهيداً جديداً من خيرة شبابها، الدكتور المقاوم دماج ناجي، الذي ارتقى شهيداً على جبهة حجر، مدافعاً عن أرض الجنوب وكرامته، تاركاً خلفه تاريخاً ناصعاً ونيةً طاهرة لا تشوبها مصالح ولا بيع للدماء.

لم يكن دماج مجرّد اسم يُكتب في قائمة الشهداء، بل كان مشروع وطن، طبيباً في علمه، ومقاتلاً في ميدانه، رجلاً جمع بين الفكر والبندقية، بين الإنسانية والنضال، رحل دماج وترك لنا إرثاً من العزّ وموقفاً تتقزّم أمامه الأقلام المأجورة التي تحاول تشويه الضالع وأبطالها.

الضالع لا تحتاج شهادة من أحد، فهي تُقدّم كل يوم قوافل من الشهداء
الضالع لا تساوم ولا تراوغ، وإنما تُسكت كل لسان خبيث بدماء أطهر شبابها.

فمن يُشكّك في الضالع، فليتأمل نعوش شهدائها، ومن يطعن في مواقفها، فليسمع زغاريد أم الشهيد وهي تزف ولدها إلى الجنة، كفى طعناً في مدينة لا تعرف إلا التضحية، وكفى كذباً على محافظة ما ارتضت الذل يوماً.

نم قرير العين يا دماج، فالضالع باقية، وأمثالك هم من يرسمون ملامح النصر، لا أولئك المتخاذلين من وراء الكواليس.

الضالع لا تنكسر، الضالع لا تموت، الضالع كل يوم تُولد من دم شهيد جديد.