إفتهان المشهري: اغتيلت مرتين… والمدينة صفّقت للقاتل

النقابي الجنوبي/خاص/المحرر السياسي
لم يكن اغتيال إفتهان المشهري مجرد حادثة دموية في سجل الفوضى بتعز، بل اغتيالًا مزدوجًا حمل موتين: الأول برصاص الغدر الذي أسكت حياة امرأة كرّست وجودها لخدمة مدينتها، والثاني حين وجدت نفسها محاصرة بخيانة المدينة وصمتها، بل وتصفيق البعض لقاتلها.
المشهد الذي رُوّج له لاحقًا بوصفه “قصاصًا” لم يكن عدالة حقيقية، بل إغلاق للمسار الذي كان يمكن أن يكشف كامل شبكة المتورطين والمتواطئين. فالقضية اختُزلت في جسد منفذ واحد، بينما بقيت القوى التي خططت وموّلت وحمت الجريمة بمنأى عن المساءلة.
إفتهان لم تطلب ثأرًا، بل عدالة تفضح كل متواطئ، من رفع السلاح إلى من صمت أو صفّق. والعدالة التي تستحقها المدينة ليست قتلًا بقتل، بل محكمة مفتوحة تكشف المستور وتضع كل متورط أمام الرأي العام.
إن تعز لن تتطهر من جراحها ما لم تتحول قضية إفتهان إلى قضية ضمير جمعي، تفضح نظام الإفلات من العقاب، وتكسر وهم “القصاص المسرحي”. أما بقاء الأمور كما هي، فلن يعني إلا تكرار المشهد مع ضحايا آخرين، وتصفق المدينة مرة أخرى لقاتل معروف للجميع، بدل أن تُفتح صفحة العدالة الحقيقية.