الدويل: ملف «إعاشة الفاشلين» ليس إلا قمة جبل الجليد.. والقادم أشد خطراً

النقابي الجنوبي/خاص
فضح الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل في مقاله الأخير ما سماها بـ”كشوفات العار”، وهي قوائم إعاشة حكومية غير قانونية تحولت إلى باب واسع لنهب المال العام من قبل مسؤولين ونافذين وإعلاميين، بينما تُركت أسر الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن يواجهون الديون والجوع بلا سند.
وقال الدويل إن آلاف الشرفاء الذين ضحوا في المقاومة لم يُعطوا حتى خيمة تؤوي عائلاتهم، في الوقت الذي تكدست فيه الكشوفات بأسماء لم يشارك أصحابها يوماً في معركة، بل عاشوا في الفنادق والشقق الفاخرة وأمّنوا استثمارات لأولادهم، ثم ظهروا بصفة “مناضلين” ينهبون ملايين الدولارات.
وسخر من التبريرات الرخيصة التي يطلقها المدافعون عن هذه الكشوفات، معتبراً أن منتهى النذالة أن يُقال إن قطع الإعاشة عن هؤلاء مؤامرة حوثية أو محاولة لإرباك الحرب. وأكد أن تلك الأكاذيب ليست سوى غطاء إضافي يحاول به الفاسدون حماية مصالحهم، بينما الحقيقة أن استمرار إعاشتهم هو الطعنة الحقيقية في جسد المعركة.
وطالب الدويل الحكومة بكشف الأسماء أمام الناس ليعرف الجميع من يعتلفون من المال العام تحت غطاء النضال، مشدداً على أن فضيحة الإعاشة لا تساوي شيئاً أمام مستنقع فساد أكبر في الجوازات الدبلوماسية التي صُرفت بلا استحقاق، وملفات أخرى لم تُكشف بعد.
وأشار إلى أن ما خرج للإعلام لا يمثل إلا قمة جبل الجليد، فيما القاعدة الأوسع لا تزال محمية من قوى نافذة تحاول بكل السبل إبقاء الفساد بعيداً عن الأعين.
وختم الدويل بالتأكيد على أن رئيس الوزراء يواجه معركة شرسة ضد “عشش دبابير الفساد”، التي تضم وزراء ونواباً ونافذين من مختلف المستويات، معتبراً أنه أقدم على مواجهة خطيرة لكن لا بد منها، وأن الشرفاء في الجنوب سيقفون معه حتى النهاية.