اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الجزء الثالث والاخير: اختبار الضمير الإنساني

 

كتب/ بسمة نصر

 

الفيديو المزيّف للأوركا لم يكن أكثر من خدعة لإثارة الفضول.

أما فلسطين فهي الحقيقة التي تفضح صمت العالم. والسؤال الجوهري هنا: هل أصبحنا أكثر استعدادا لتصديق الأكاذيب الرقمية من مواجهة المآسي الحقيقية؟

المنصات الاجتماعية تضخ الوهم لأنها تربح من الإثارة، والإعلام يلهث وراء “الترند” حتى لو كان على حساب الحقيقة.

لكن الأخطر أن الجمهور نفسه يشارك في إعادة إنتاج الأكاذيب، بينما يشيح بوجهه عن الواقع الدموي في فلسطين.

المأساة الفلسطينية ليست “قصة مثيرة” أو “محتوى جدليا”. إنها جريمة مستمرة: احتلال، حصار، تهجير وقتل.

كل شهيد يسقط هناك ليس مجرد رقم، بل مرآة لضمير البشرية جمعاء. فالمشكلة لا تكمن فقط في من يضغط الزناد، بل في كل من يصمت، أو يختار أن ينشغل بالوهم بدل مواجهة الحقيقة.

هل يعقل أن ننجذب أكثر إلى وهم كائن خيالي في محيط بعيد، بينما نتجاهل طفلا حقيقيا يُقتل في غزة؟

في النهاية، ما يختبرنا ليس الوهم الرقمي، بل الحقيقة الفلسطينية. والواجب على الصحافة والجمهور معا أن يعيدا ترتيب الأولويات: أن يُعطى الدم الإنساني وزنه الحقيقي، قبل أن نغرق أكثر في بحر من الأكاذيب البصرية. فالاختبار الحقيقي ليس في قدرتنا على كشف الوهم، بل في استعدادنا لتحمّل الحقيقة… والسؤال: أي ضمير سنختار أن نحمله؟

زر الذهاب إلى الأعلى