اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مستشار رئيس المجلس الانتقالي بالضالع العميد صالح الحميدي ينعي العميد ركن محمد ناجي سعيد

 

النقابي الجنوبي / خاص

بسم الله الرحمن الرحيم

الفقيد المرحوم العميد ركن محمد ناجي سعيد

إنا لله وإنا إليه راجعون.. بِقلوبٍ راضيةٍ بقضاء الله وقدره، وبأرواحٍ مؤمنةٍ بلقاء الرحمن، نعزي أنفسنا وأسرتنا الكريمة، ونتقدم بخالص العزاء والمواساة لأبنائه الأبرار: أنور، وشفيـع، وشائـع، وبناته الكريمة، وكافة أسرته العريقة في قرية المداد من جحاف، وإخواننا في محافظة الضالع الحبيبة، وشعبنا الجنوبي الأبيّ كافة، بفقدان القائد الوطني المناضل، العميد الركن محمد ناجي سعيد، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في مدينة الضالع يوم 30 أغسطس 2025م، بعد مسيرة عطاء حافلة قضاها في خدمة قضية شعبه ووطنه.

لقد كان الفقيد الراحل – رحمه الله – قائداً ملهماً ومرجعيةً وطنيةً نعتز بها في مواجهة الشدائد، في الضالع خاصة، وفي الجنوب عامة. عُرف الرجل بحكمته وثباته وشجاعته النادرة، وكان مثالاً للعسكري المحنك والسياسي الحكيم، والمناضل الصلب الذي لا يتزعزع إيماناً بقضيته العادلة.

مسيرة حافلة بالعطاء قدم الراحل عطاءًكبيراً وإسهاماً بارزاً في كل المحطات النضالية لأبناء الجنوب. فكان له دور فعال في ثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة، التي شارك فيها ، وتحقق على إثرها الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، وساهم بدور بارز في بناء الدولة الجنوبية الحرة المستقلة جنباً إلى جنب مع رفاق دربه.

كما كان مؤمناً بالوحدة مشاركاً في تحقيقها عام 1990م، لكن إيمانه تحول إلى مواجهة شرسة عندما انحرف المسار، وقام نظام صنعاء بالغزو العسكري للجنوب في صيف 1994م، فكان الراحل في الصفوف الأولى للدفاع عن أرض الجنوب، مما عرضه للمضايقة والسجن والملاحقة وقطع راتبه التقاعدي مرات عديدة، لكن ذلك لم يثنه عن موقفه الثابت الرافض للاحتلال، والمؤمن بحتمية تحرير الجنوب.

انضم إلى حركة “حتم” (تقرير المصير للجنوب) بقيادة القائد عيدروس الزبيدي وغيره من القادة الوطنيين، وكان أحد أعمدة الحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقته في عام 2007م، مقاوماً نظام علي عبد الله صالح بكل شجاعة. ولم يتوقف عند ذلك، بل شارك بفعالية في الدفاع عن أرض الجنوب ضد الغزو الحوثي الانقلابي في عام 2015م. وكان من المنضمين إلى المجلس الانتقالي الجنوبي عند قيامه عام 2017م، وواصل نضاله فيه بكل إخلاص وأمانة حتى وافته المنية.

رجل من الطراز الأول كان الفقيد الراحل نموذجاًفريداً للقائد العسكري والسياسي المحنك، يتمتع بحكمة نادرة وهدوء واتزان، مما جعل منه مرجعاً في اتخاذ القرارات الصائبة في أحلك الظروف وأصعب المحن. كان رجل مواقف ثابت لا يتزعزع، معروفاً بالنزاهة والاستقامة والعدل والاعتدال، ومحبوباً من الجميع لتواضعه الجم وحبه لأبناء وطنه، وحرصه على خدمتهم والدفاع عن حقوقهم.

لقد شغل الراحل العديد من المناصب العسكريه والحزبية والسياسيه والمدنية والنيابية في مجلس النواب وقام بمهامه بكل كفاره واقتدار .ومنح العديد من الأوسمة والنياشين والميداليات والشهادات التقديرية من القياده تقديرا لجهوده .

كان مؤمناً بالبناء الديمقراطي، وبمبادئ العلم والعمل، وإرساء قواعد العدل والمساواة، وتحسين الوضع المعيشي للمواطن، كل ذلك في إطار من تقاليدنا الإيجابية وشريعتنا الإسلامية السمحة.

فقد شخصي 

 بالنسبة لي،كان الفقيد العزيز أخاً وصديقاً وعزيزاً، عملت معه في القوات المسلحة الجنوبية وبعدها، وعاصرته عن قرب أكثر من غيري. والذي آلمني وأحزنني كثيراً أنني، وللأسف الشديد، لم أتمكن من تشييع جثمانه الطاهر من مدينة الضالع إلى مسقط رأسه في قرية المداد، بسبب ظروفي الصحية التي لم تسمح لي بالحركة خارج المنزل، وأنا تحت العلاج. كما لم أستطع أن أوفي حقه في التعبير عن سيرة حياته المعطاءة كما ينبغي ويستحق، واثقاً بأن رفاقه وإخوانه القادة سيوفونه حقه من الإشادة والذكر.

رحمك الله يا أبـا أنـور، يا قائدنا الوطني الشجاع، يا من وهبت حياتك فداء للوطن. لقد رحلت جسداً، لكن سيرتك العطرة ومواقفك المشرفة ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن وقلوب أبنائه.

أَسكنك الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. وألهم أهلك ومحبيك وزملاءك الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الاسيف العميد / صالح عباس ناجي الحميدي مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظة الضالع 12 سبتمبر 2025م.

زر الذهاب إلى الأعلى