الجنوب لن يعود لباب اليمن… مسألة وقت فقط

كتب/ بسمة نصر
“شوفوا، خذوها مني: الجنوب لن يعود لباب اليمن”
كلمات قالها المناضل الجنوبي ( أبو بكر باقاسي )، لكنها لم تكن مجرد جملة عابرة. كانت بمثابة مانيفستو سياسي صادق، يلخص حقيقة يعيشها الجنوبيون، لا نظرية تنظرها النخب.
واقع الحال يؤكد اليوم – أكثر من أي وقت مضى – أن مشروع استعادة الدولة الجنوبية يتقدم بخطى ثابتة، مهما حاولت قوى الماضي الترويج لأوهام وحدة ماتت سريريا منذ عقود. الجنوب لن يعود لباب اليمن، لا سياسياً ولا سيادياً، ولا حتى كظل تابع في مشهد مرهق يتكرر.
ما نعيشه اليوم هو تراكم نضالي صلب، تبنى فيه اللبنات واحدة تلو الأخرى. استعادة الخدمات، فرض السيادة، بناء المؤسسات، واسترجاع القرار الوطني، كلها خطوات تنتزع من فم المعاناة، وليس من كرم أحد. المشروع الجنوبي لا يصاغ في غرف مغلقة، بل يكتب على الأرض، بحبر الصبر ونبض الشارع.
لكن، ولنكن صادقين مع أنفسنا: ما يؤخر هذا المشروع، ليس فقط خصومه من خارج الجنوب، بل بعض من أبنائه – للأسف – ممن لا تزال الأحزاب اليمنية تحركهم كما الدمى، وفق مصالح مرتبطة بعواصم الفساد السياسي التي دمرت كل أمل. هؤلاء يشكلون ثقلًا عكسيا للمسار التحرري، ويمنحون خصوم الجنوب أوكسجينا سياسيا لا يستحقونه.
نحن لسنا في لحظة استجداء، بل في معركة استحقاق. وما قاله ( باقاسي ) ليس مزايدة، وليس تطبيلا. إنه توصيف دقيق لحقيقة لا تحتاج إلى رتوش. الجنوب يتحرك، الجنوب يبني، الجنوب يحرر ذاته من جديد. نعم، ما يؤخرنا هو “الوقت”، لا الاتجاه. ومهما طال الزمن، فالعقارب تسير نحو الجنوب، لا تعود شمالا.
لهذا، فإن وحدة لم تكن عادلة، لن تكون مستمرة. وكرامة سلبت يوما، ستستعاد بكامل سيادتها.
فلتسمعوها مجددا: الجنوب لن يعود لباب اليمن…
والمستقبل يصنع الآن، لا ينتظر.