اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

#بعسسة.. البرلمان، حين يراد له أن يبعث حيا

علي محمد سيقلي

يبدو أن قدر هذا البلد التعيس أن يظل يعيش في موسم “إعادة التدوير السياسي”، وكأننا نعيش في مزرعة تجارب، لا دولة محترمة لها كرامة.

فها هو برلمان ما كان يسمى برلمان اليمن، يطل علينا من تحت التراب، يهز غبار القبر عن كتفيه، ويتنحنح ليعلن أنه عائد لممارسة دوره الرقابي.
والله لو كانت الرقابة كائنا حيا لما صدقتكم، ولو كانت الغيرة على الوطن تقاس بالمتر لوجدناكم على بعد ملايين المسافات منها.

الحقيقة أن المسألة ليست غيرة ولا حبا في الرقابة ولا في البلاد، بل لأن هناك أوراقا لا يجرؤ أحد على توقيعها إلا كيان يتنفس عبر قناع اسمه “الشرعية”، حتى وإن كان هذا الكيان ميتا سريريا منذ عشرين سنة.

أما الجنوب فهو في عرفهم مجرد مختبر مفتوح، جربوا برلمانا فيه، صفوا حسابات هنا وهناك، أشعلوا الأزمات الواحدة تلو الأخرى، عذبوا المواطن فيها لأن من فوضوه رفض أن يوقع ويبصم.

ولكون آخر العلاج “الكي” جيئ بالبركاني ومن معه من موتى.
أهلا بك يا بركاني، ولكن قبل أن تضع قدمك على أول درج الطائرة، تذكر شيئا مهما، ألا وهو أن الطريق إلى عدن مليئة بالحفر، تلك الحفر التي حفرتها السياسة التي جاءت بك من تحت الرماد لتلعب ألاعيبها في الجنوب.

عدن يا بركاني ليست أرضًا بلا ذاكرة، ولا ناسًا بلا موقف. إن جئت لتنفيذ ألاعيب من يلوحون بك كعصا شرعية، فاعلم أن الجنوب تعب من الحفر، خاصة تلك التي تقود إلى مقابر جديدة.

فلتنزل يا بركاني إن شئت، لكن خذ معك معولا، ليس لتردم الحفر، بل لتكون مستعدّا حين تعثر قدمك أن تدفن في قبرك حيا.

زر الذهاب إلى الأعلى