الزُبيدي يرسم ملامح المرحلة ويطرح ثلاثية القرار المصيري: الجنوب لن يكون رهينة الضباب السياسي ولا أسير الصمت العسكري

النقابي الجنوبي – خاص
في لقاء استثنائي اتسم بالشفافية والوضوح، جمع القيادات السياسية والعسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الوزراء وأعضاء الهيئات التنفيذية، تحدث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بصراحة بالغة عن تعقيدات المرحلة الراهنة، واضعًا أمام الصف القيادي معالم الطريق لمواجهة تحديات مفصلية، تتطلب قدرا عاليا من الوعي والصلابة.
√ ثلاثة سيناريوهات حاسمة أمام الجنوب
أوضح الرئيس الزُبيدي أن المرحلة تفرض ثلاثة سيناريوهات مصيرية، كل منها يحمل تداعياته واستحقاقاته:
1- حالة “اللاسلم واللاحرب”:
وصفها الزُبيدي بالحالة الضبابية التي تسعى قوى النفوذ لإبقائها كأمر واقع، بهدف تمديد أمد الأزمة وتعطيل أي حل عادل، ما يجعل الجنوب رهينة أزمات مستدامة تعيق التقدم نحو المستقبل.
2- خارطة سياسية متكاملة:
تقوم على تثبيت حقوق الجنوب وضمان تمثيله الكامل في أي تسوية سياسية قادمة، وفقا لإرادة الشعب الجنوبي، وبما يصون هويته الوطنية دون مساومة أو انتقاص.
3- المعركة العسكرية الفاصلة:
احتمال لا يستبعد إذا ما فرض ميدانيا، لحسم الصراع وإنهاء المشروع الحوثي الإيراني الذي يهدد أمن الجنوب والمنطقة برمتها.
الزُبيدي: نمتلك الرؤية والشرعية والشراكات
أكد القائد الأعلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يخوض هذه المرحلة دون بوصلة، بل يتحرك برؤية استراتيجية واضحة، نابعة من تراكم نضالي طويل، ومدعومة بإرادة شعبية صلبة، وتماسك في الصف الوطني، إضافة إلى تعزيز شرعية المجلس قانونيًا على المستوى المحلي، وترسيخ شراكاته الإقليمية والدولية.
الصلابة السياسية في وجه التحديات الاقتصادية والإعلامية
رغم ما تعانيه مؤسسات الجنوب من إنهاك اقتصادي، وأزمات متراكمة في الخدمات، واستهداف منظم عبر الحملات السياسية والإعلامية، شدد الزُبيدي على أن المجلس استطاع الحفاظ على مكاسبه الاستراتيجية، ونجح في خلق توازن ذكي بين العمل السياسي والميداني، دون أن يخسر بوصلته أو ثقة جماهيره.
“العمل السياسي ليس خيارا ترفيّا بل ساحة مواجهة قائمة بذاتها” – بهذه العبارة أكد الزُبيدي أن المرحلة تتطلب وعيا شعبيا عاليا، وحالة من التلاحم المجتمعي، من أجل حماية المنجزات وتعزيز خطوات التحرير والاستقلال.
دعوة مفتوحة لدور شعبي فاعل
الرئيس الزُبيدي دعا أبناء الجنوب إلى الانخراط بفعالية في دعم المجلس سياسيا، والتصدي لحملات الإرجاف والتشويه، وحماية الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق، بالإضافة إلى مساندة جهود إصلاح الخدمات، وتحسين الوضع المعيشي، ومحاربة الفساد بمختلف صوره.
رؤية وطنية موحدة للمرحلة القادمة
الملفات الكبرى – من الأمن والخدمات إلى الاقتصاد والتمثيل السياسي – ستكون محور العمل خلال الفترة المقبلة، ضمن رؤية جنوبية موحدة تهدف إلى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وتحقيق تطلعات الشعب في العيش الكريم، والحرية، والعدالة.
ختاما.. الجنوب على أبواب لحظة الحسم
أكد الرئيس القائد أن المرحلة القادمة ستكون فاصلة في مسار القضية الجنوبية، مشددا على أن النصر لن يصنعه إلا الصابرون الثابتون، وأن الدولة الجنوبية القادمة ستكون على قدر تضحيات الشهداء، وطموحات هذا الشعب العظيم.
“نحن لا نخشى التحديات.. بل نرحب بها، لأنها تصنع الرجال وتصنع التاريخ” – عيدروس قاسم الزُبيدي.