اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

محمد النعماني يكتب: الجنوب ليس “محطة مرور”: مهزلة الزايدي ومحاولات التشويه الشمالية

محمد علي رشيد النعماني

في آخر عروض السيرك السياسي اليمني، ظهر الشيخ الحوثي محمد الزايدي، لا في صعدة أو صنعاء، بل في محافظة المهرة جنوباً .
مشهد هزلي يُثبت مرة أخرى أن صراعات الشماليين لا تعرف حدوداً وأن الجنوب، في نظرهم، مجرد ساحة مفتوحة لتجريب كل أنواع الخراب .
الزعيم الزايدي، الذي لم يعثر أحد على مذكرة اعتقال بحقه في مأرب، انطلق في رحلته العجيبة من صنعاء إلى عمان عبر مأرب ووادي حضرموت تحفه طقوم عسكرية، وتُفتح له النقاط دون سؤال أو تفتيش.
كل شيء كان يسير بسلاسة… حتى وصل إلى المهرة!
وهنا، فجأة، صرنا نسمع نغمة جديدة: الجنوب ممر للحوثيين!
نعم، الجنوب الذي يقاتل الحوثي، ويضحّي بشبابه على الجبهات، ويقدّم أمنه الداخلي قرباناً للمشروع الوطني، أصبح بقدرة قادر محطة تهريب ومعبراً آمناً لرجال إيران!
هذه الرواية المضحكة المبكية، والتي لا تحتاج إلى تفنيد بقدر ما تحتاج إلى قهقهة مُرّة، ليست مجرد خلل في الفهم أو التصريحات، بل محاولة مكشوفة وممنهجة تهدف إلى:

1️⃣ تصدير الفشل شمالًا
عندما تعجز القوى المتناحرة في الشمال عن حسم معاركها أو حتى ضبط شوارعها، تجد في الجنوب “كبش فداء” مناسبًا يحمل عنها العار، ويشغل الناس عن حقيقتها.

2️⃣ شيطنة الجنوب
تصوير الجنوب كحاضنة أو طريق عبور للحوثيين هو خدعة سياسية قذرة، تريد أن تخلط بين الضحية والجلاد، وتطمس الحقيقة الوحيدة: أن الجنوب قاتل الحوثي عندما كان الآخرون ينسقون معه أو يفرّون من مواجهته.

3️⃣ تغيير بوصلة المعركة
الخصوم لا يريدون مواجهة الحوثي في صنعاء أو صعدة، بل يريدون توجيه المعركة نحو المهرة، لأن صنعاء مكلفة… بينما الجنوب مكسب سياسي إن تم تشويهه.

4️⃣ فرض وصاية جديدة
من يشيطن الجنوب إعلاميًا، يحضّر لإدخاله تحت الوصاية أمنيًا. والمنطق واضح:
“دعونا نتدخل لنحميكم من الحوثيين الذين مرّوا من عندكم”… رغم أنهم مرّوا عبرهم هم!

ولكن…!
الجنوب ليس ممراً ولا مختبراً لتجارب فاشلة إنه خندق مقاومة، ومقصلة لكل مشروع مشبوه. والأمن الجنوبي، رغم كل التحديات، أثبت أنه الوحيد الذي يواجه الحوثيين على الأرض فعلاً لا عبر “البيانات الحازمة” والتغريدات العاطفية.
أما من مرّر الزايدي من مأرب إلى المهرة فلا يزال يبيع لنا بطولات كرتونية، ويغرّد عن السيادة بينما تُباع السيادة على قارعة الطريق مقابل “تسهيل مرور” .

ختاماً :
الجنوب لن يكون ساحة عبور، ولا ساحة عبث الزايدي مرّ من عندهم، وأوقف عندنا ومن يحاول أن يجعل الجنوب هو المشكلة سيبوء بالخسارة والخذلان.

زر الذهاب إلى الأعلى