#علي ناجي يقول: الجنوب العربي: ضحية المشاريع العابرة للحدود

#علي ناجي يقول: الجنوب العربي: ضحية المشاريع العابرة للحدود
كتب/ علي ناجي
لقد كان الجنوب العربي، ولا يزال، ضحية لمشاريع أيديولوجية عابرة للحدود، تمثّلت في القومية، والأممية، والإسلام السياسي. وقد أُجهضت تطلعات شعبه نحو بناء دولته المستقلة إما من خلال تبنّي هذه المشاريع عن قناعة، أو نتيجة فرضها عليه بالقوة أو التأثير السياسي والفكري.
المشروع القومي أدّى إلى التخلي عن الهوية الوطنية الجنوبية لصالح شعارات وحدوية لم تُحقق للجنوب سوى التهميش والإقصاء.
المشروع الأُممي دفع بالجنوب إلى الانخراط قسرًا في كيانات لا تمثّل تطلعاته، وقاد إلى الارتهان لباب اليمن، حيث وقع تحت أحد أسوأ أشكال الاحتلال في تاريخه الحديث.
مشروع الإسلام السياسي استُخدم كأداة لإجهاض أي مشروع وطني جنوبي يسعى لاستعادة الدولة، تحت ذرائع دينية ومفاهيم سياسية مشوّهة، تخدم قوى لا تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
الخاتمة:
إن المرحلة الراهنة تستدعي من أبناء الجنوب وقواه الوطنية أن يعوا دروس الماضي جيدًا، وأن يتجاوزوا تلك الأطر الأيديولوجية التي كانت سببًا في ضياع الدولة والهوية. لقد آن الأوان لاستعادة القرار الجنوبي المستقل، وبناء مشروع وطني خالص يستند إلى إرادة الشعب الجنوبي وتضحياته، بعيدًا عن التبعية لأي مشاريع خارجية أو مصالح إقليمية.
علي ناجي سعيد
6/7/2025