علماء صينيون يطورون أدوية ثورية لمكافحة السمنة والسكري

أدوية جديدة تقلل الوزن وتحسن صحة القلب والكبد
ذكرت مجلة Nature أن فرقًا بحثية صينية حققت تقدمًا ملحوظًا في تطوير أدوية جديدة لعلاج السمنة، تُظهر في الوقت ذاته قدرة واعدة على تحسين صحة القلب والكبد والمساعدة في ضبط مرض السكري من النوع الثاني، مما يفتح آفاقًا طبية غير مسبوقة لعلاج متكامل وشامل للأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي.
وخلال دراسة حديثة، قام العلماء الصينيون باختبار تأثير عقار جديد يُدعى ecnoglutide، حيث أظهرت التجارب السريرية أن المرضى الذين يعانون من السمنة فقدوا في المتوسط نحو 13.8 كيلوغرامًا من وزنهم خلال 48 أسبوعًا، مع انخفاض يزيد عن 5% من كتلة أجسامهم.
ويعمل العقار الجديد من خلال محاكاة هرمون GLP-1 المسؤول عن تنظيم الشهية ومستويات السكر في الدم، لكنه يختلف عن أدوية شائعة مثل semaglutide بقدرته على استهداف مسارات جزيئية مختلفة. هذا يمنحه ميزة مزدوجة، ليس فقط في تحفيز فقدان الوزن، بل أيضًا في الحفاظ على النتائج بعد انتهاء فترة العلاج، إلى جانب تحسين المؤشرات الحيوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الكبد الدهني.
وبالتوازي مع ذلك، تختبر شركات أدوية صينية أنواعًا جديدة من أدوية التنحيف، تشمل حقنًا تُعطى مرة كل أسبوعين وأقراصًا فموية، مستفيدة من تكنولوجيا الدمج بين ثلاثة هرمونات تؤثر على الشهية، ومستوى السكر في الدم، ووظائف الكبد.
ومن أبرز هذه العقاقير الجديدة UBT251، الذي حصل على ترخيص للترويج الدولي من شركة Novo Nordisk العالمية، ويجمع بين تقنيات متعددة تستهدف التمثيل الغذائي على نحو أكثر شمولًا ودقة.
ويؤكد الباحثون أن هذا التوجه العلمي لم يأتِ بمحض الصدفة، إذ تواجه الصين والهند عبئًا صحيًا متصاعدًا بسبب انتشار السمنة والسكري، ما دفع إلى ضرورة إيجاد حلول طبية تراعي الخصائص الجينية والبيئية الخاصة بالسكان الآسيويين.
ويرى مراقبون أن النجاحات الصينية في هذا المجال قد تعيد رسم مستقبل العلاجات العالمية للسمنة، وتفتح الباب أمام تحول نوعي في فهم وتطويع التفاعلات الهرمونية لعلاج أمراض العصر الأكثر تعقيدًا وانتشارًا.