اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

جريمة بحق الشعب الجنوبي: عيدٌ بلا فرحة وقراراتٌ قاتلة

 

أديب فضل

بينما يستعد المسلمون لاستقبال عيد الأضحى المبارك، الذي من المفترض أن يكون مناسبة للفرحة والبهجة والتكافل، فوجئ الشعب الجنوبي بقرار جديد يزيد من أعبائه ويخنق ما تبقى من أمل في حياة كريمة. في توقيت مؤلم ومستفز، أقدم رئيس الوزراء على رفع البيان الجمركي من 500 دولار إلى 1500 دولار، أي بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف، لا ضعفان كما يُعتقد. هذا القرار ليس مجرد رقم على ورقة، بل هو سكين يطعن في صميم حياة المواطن، ويُبشّر بمزيد من الجوع والمعاناة.

ماذا يعني هذا الارتفاع الجنوني؟

تخيلوا أن كل حاوية أو “كرفانة” تدخل ميناء عدن، سواء كانت تحمل موادًا غذائية أساسية أو سلعًا استهلاكية ضرورية، ستُدفع عليها الآن 1500 دولار بدلًا من 500 دولار. هذه الزيادة ستُترجم فورًا إلى ارتفاع هائل في التكلفة النهائية للسلع، وبالتالي ارتفاع جنوني في الأسعار في الأسواق المحلية.

وأولى بشائر هذا القرار القاتل ظهرت مع أول أيام العيد: قرص الروتي، وهو خبز الفقراء، أصبح سعره 100 ريال يمني. هذا ليس مجرد مثال، بل هو مؤشر خطير على ما ينتظرنا من قادم الأيام. فكيف سيتدبر المواطن أمره لتوفير لقمة العيش لأسرته في ظل هذه الظروف القاسية؟

حكومة تُكمل على ما تبقى من الشعب

لقد عانى الشعب الجنوبي طويلاً من سياسات الحكومات السابقة التي دفعته إلى حافة الهاوية.

ثمانون في المئة من أبناء الجنوب يعيشون تحت خط الفقر المدقع،
ويصارعون يوميًا لتوفير أبسط مقومات الحياة.
فهل جاءت هذه الحكومة لتُكمل ما بدأه سابقوها؟
هل هدفها الأخير هو القضاء على أي بصيص أمل في تحسن الأوضاع المعيشية؟

هذا القرار ليس مجرد خطأ إداري، بل هو جريمة مكتملة الأركان بحق شعب مُنهك ومُتعب، يُهدد بانهيار كامل لكل معاني الحياة الإنسانية الكريمة.

نداء أخير للتحرك الفوري

إننا نناشد كل القوى الفاعلة والمنظمات والمجتمع المدني الجنوبي: تحركوا فورًا! لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه القرارات القاتلة التي تدمر مستقبل أجيالنا. إنها معركة وجودية، فإما أن ننتصر في إسقاط هذه الحكومة وقراراتها الجائرة، أو نستسلم للفقر والموت جوعًا. لم يعد هناك سبيل آخر، ولم يعد هناك متسع من الوقت. يجب أن يكون صوت الشعب أعلى من أي قرار، وأن تكون كرامة المواطن فوق كل اعتبار. فالفقر ليس قدرنا، والجوع ليس خيارنا.

زر الذهاب إلى الأعلى