طارش وعفارة ضحيتان للإهمال المتعمد!!
بقلم/ رياض مطر
تتوالى الاحزان تباعا في الوسط الاعلامي والصحفي بتساقط كوادره المخضرمة والمجربة والتي حملت على عاتقها هموم الوطن والمواطن وخاضت للنهوض بأوضاعهما بصمت ونكران شديد للذات.
ليلة أمس الأول كان الحزن سائدا بين كوادر وموظفي قناتنا العريقة والحبيبة عدن الفضائية الصامدين أمام عاصفة المعاناة الحياتية التي يعيشونها على أرض عدن الحبيبة بفقدانهم اثنين من كوادر القناة الهندسية والفنية اللذين قدموا عصارة جهودهما خلال رحلة تطوير العمل الهندسي والفني لقناة عدن الفضائية في كل مراحل بثها الذي أمتد نصف قرن من الزمان من مدينة التنوير عدن… وكانا خير خلف لجيل المؤسسين. إنهما المرحومان المهندس سعيد طارش محمد وضابط الكاميرات الرائع منير عفارة. الذي فجع الوسط الاعلامي والصحفي عموما وموظفو قناة عدن الفضائية خصوصا بوفاتهما ومغادرتهما لدنيانا بهدوء بعد أن قاوما آلام مرضهما اسوة بمقاومتهما هموم المعاناة التي تعصف بهما مع كل أبناء هذا الوطن الصامد في وجه كل العواصف الراهنة.
المرحومان طارش وعفارة لم يكونا في أول قافلة الرحيل ولن يكونا بالتأكيد الاخيران.. وبالرغم من أن كل نفس ذائقة الموت الا اننا علينا أن نؤكد بأن الإهمال من قبل الجهات المسؤولة عن علاجهما تجاه ما اصيبا به من مجموعة أمراض عضال كان سبب فعال في تراكم نسبة همومهما في توفير العلاج الذي تزداد فاتورة شرائه يوما بعد يوم وذلك في ظل عدم تقديم مرفقهما لإستحقاقتهما العلاجية المفترضة والمرصودة لمثل هكذا حالات حسب ماهو منصوص عليها في لوائح قناة عدن الفضائية. مستغلين تواجد القناة حاليا في خارج الوطن وعدم تمكن الموظفين من الوصول اليها. ومستعينين بالمثل القائل : عين ماشافت .. مالامت.. وكأن وسائل الاتصالات الحديثة لاتسعف القائمين على القناة والمؤسسة التي تنتمي اليها القيام بواجب علاج موظفيها وكوادرها الذي يعد حق من حقوقهم الوظيفية وليس هبة من أحد.
نقولها مرة أخرى اللهم لاإعتراض على حكمك..ولكن نؤكد بأن ماجرى للمرحومين طارش وعفارة هو الذي سيجري لنا كلنا نحن منتسبي القناة في حالة استمرار حالة الاهمال المتعمد بعدم تقديم العلاج لكل منتسب للقناة، وان حق العلاج بالرغم أنه مستحق بحسب اللوائح المنظمة لعمل المؤسسة التي تنتمي اليها قناة عدن الفضائية.. الا أنه يعتبر رسالة شكر تقدم لهؤلاء النخبة التي كان لها شرف تقديم الرسالة الاعلامية الوطنية بمسؤولية وكفاءة وإحترافية لاتقل أبدا عن مستوى القنوات في دول المنطقة سواء تلك التي زاملتها أثناء فترة النشوء أو تلك التي لحقتها.
دعاءنا بالرحمة لطارش وعفارة وزميلنا طارق عبدالله في وكالة أنباء سبأ فرع عدن الذي توفى قبل أيام ايضا بنفس السبب وهو الإهمال تجاه ماعاناه من مرض..ولكل زملاءنا الذين غادروا دنيانا وسط نفس الظروف .وبالشفاء والمعافاة لزملائنا الذين لازالوا يقاومون آلام امراضهم.. ومواجهتهم لمعاناة الحياة اليومية بكل صلابة وشموخ.